حتى يرضع في المهد ) . انتهى . ومعناه أنها كانت تبعث بالرجل إلى أختها أو زوجة أخيها فتترضعه ليصير محرماً على عائشة ويدخل عليها ) ! وروى بخاري : 6 / 125 ، عن عائشة : ( أن النبي دخل عليها وعندها رجل فكأنه تغير وجهه كأنه كره ذلك ! فقالت إنه أخي ، فقال : أنظرن من إخوانكن ! فإنما الرضاعة من المجاعة ) . ونحوه : 3 / 150 ، والنسائي : 6 / 101 ، وأورد عبد الرزاق في مصنفه : 7 / 458 ، نحو خمسين رواية تحت عنوان : باب رضاع الكبير ، تذكر استنكار المسلمين لذلك ، وأسماء بعض من أرضعتهم ليدخلوا عليها ، وأنها تعلمت ذلك من سهيلة بنت سهيل بن عمرو قائد المشركين التي أخبرتها أن النبي صلى الله عليه وآله أجاز لها أن تُرضع سالم الفارسي وهو رجل ليدخل عليها ، ( فقالت : يا رسول الله ! إن سالم مولى أبي حذيفة معنا في بيتنا ، وقد بلغ ما يبلغ الرجال وعلم ما يعلم الرجال ، فقال رسول الله : أرضعيه تحرمي عليه . . . ! قال ابن أبي مليكة : فمكثت سنة أو قريباً منها لا أحدث به رهبةً له ، ثم لقيت القاسم فقلت : لقد حدثتني حديثاً ما حدثته بعد ، قال : وما هو ؟ فأخبرته فقال حدِّث به عني أن عائشة أخبرتني به ) ! وكل أحاديث الرضاعة حتى حديث سهيلة عن عائشة فقط ، ففي التمهيد : 8 / 258 ، قالت : ( جاءت سهلة بنت سهيل إلى النبي فقالت إني لأرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم عليَّ كراهية . قال : فأرضعيه ! قالت وهو شيخ كبير ؟ ! فقال النبي : أولست أعلم أنه شيخ كبير فأرضعيه ! ثم أتته بعد فقالت : يا رسول الله ما رأيت في وجه أبي حذيفة شيئاً أكرهه ) . انتهى .