أرواحنا فداه ، فإن صاحب هذه النية يعمل للدنيا وليس لله تعالى ! طبعاً لم يرتاحوا مني ! ولا أقول إنهم ضحايا دعوة العرفان عن طريق معرفة النفس ، بل ضحايا أنفسهم الأمارة ، وقد وجدوا في هذه الدعوة خصوبة لهواهم فتلبسوها ! عندما أقول لرجل أو امرأة : إنك تستطيع أن تكون من أهل السلوك والعرفان ، ولا يكلفك ذلك إلا أن تعرف نفسك وتتأمل فيها فتُفَجِّر بذلك طاقاتها العظيمة ! فعليَّ أن أدرك إلى أين دفعت هذا الشخص ! إن حب الذات أقوى غرائز الإنسان ، واعتقاده بحصول العرفان ومقاماته بدون تحديد الوسائل والأهداف ، يجعله أمام خطر عبادة الذات وتعظيمها ، فيتخيل أنه وصل إلى الله تعالى وصار صاحب أسرار إلهية ! ويزين له الشيطان عالماً من نسج خياله ، ويدفعه إلى الإدعاءات الباطلة ، أعاذنا الله وجميع المؤمنين . أمَا كان الأحرى بدل ذلك أن توجهه إلى العمل ، وترك المحرمات وأداء الواجبات ، وأن يدقق في مكسبه ومأكله ومشربه هل هو حلالٌ زكيّ أم خبيثٌ رديّ ؟ وفي سلوكه مع من هم تحت يده ، هل هو لهم أبٌ رفيق ، أو أخٌ شفيق ، أم عليهم كالسبع الضاري ؟ ! وفي عقائده بربه عز وجل ونبيه صلى الله عليه وآله وما أنزل الله عليه ، وأئمته عليهم السلام وسيرتهم ومناقبهم . وإيمانه بآخرته ويقينه بها ، ومعايشته لعوالم