3 - سند حديث : " من عرف نفسه فقد عرف ربه " غير تام ، وهو مروي عن النبي صلى الله عليه وآله ، وعن أمير المؤمنين عليه السلام ، وأقوى ما يستدل به لتصحيحه أن بعض علماء الحديث تلقاه بالقبول . وعلى فرض صحته فهو يدل على أن الإنسان كلما عرف نفسه بالإمكان والنقصان ، عرف ربه بالوجوب والكمال ، فهو يدعو إلى تركيز النظر على محدودية النفس ومحاسبتها ومكافحة العجب والغرور ، ولا يدل على أن معرفة النفس طريق معرفة الله تعالى . بينما يريدون له أن يكون منهجاً للمعرفة ، وأن الإنسان يصل به إلى مقامات ودرجات كدرجات الأولياء والأنبياء صلوات الله عليهم ! لأن الإنسان كما يدعون موضع تجلي الله تعالى وخليفته في أرضه . . الخ . وهم بذلك ينفخون في ذاتيته ويوهمونه أنه ولي كبير لله تعالى ، أو إلهٌ صغير ! وهذا نقيض معنى الحديث ! 4 - لو سلمنا أن مقولة معرفة الله تعالى عن طريق معرفة النفس ، صحيحة وقطعية ، لكن الكلام فيما يحدث عندما ندعو إليها الناس ! إن الذي حدث وسيحدث أنك تقدم لعوام الناس ومتعلميهم باسم الدين ، دعوةً مبهمةً إلى معرفة الله تعالى عن طريق معرفة أنفسهم والتأمل فيها ، وسرعان ما يجدوا فيها مشروعاً لتحقيق الذات وتضخيمها وادعاء صاحبها أنه بالاستغراق في نفسه سيملك طاقات