الإلحاد أسوأ من الجنون أسوأ من المجنون ، لأن الجنون مرض غير إرادي والإلحاد مرض إرادي . ولأن المجنون لا يتحكَّم في عمل عقله ، والملحد يُجبر عقله على العمل بعكس طبيعته ! ولهذا كان معنى الملحد في اللغة : ( الذي يميل عمداً عن الخط الصحيح لمساره ) ، وسمي منكر وجود الله تعالى ملحداً ، لأنه يتعمد الميل عن المسار الطبيعي لعقله وفطرته ! ذلك أن العقل والفطرة يقولان له : هذا أنت ، والأرضُ التي تقفُ عليها ، والهواء الذي تعيشُ عليه ، والطبيعةُ من حولك ، والكونُ من فوقك . . كلها متقنةٌ بإبداع وإعجاز ، وقوانين عميقة مدهشة ، فبالضرورة أن لها خالقاً مبدعاً ! يقولان له : محالٌ أن يكون الكون خلق نفسه ، لأن أشيائه جميعاً لها عمر ، ومعناه أنها في ( يوم ) ما ، لم تكن موجودة لا هي ولا شئ من موادها ، ولا زمانها ولا مكانها ، ( ثم ) حدث ( فجأة ) أن وجدت ! فالذي دفعها من العدم إلى الوجود ( كان ) قبلها ! قال الشريف المرتضى قدس سره في الفصول المختارة / 76 : ( دخل أبو الحسن