سألنا الله خاضعين متضرعين بها ، فمُنعنا الإجابة . فبينما نحن كذلك إذْ نحن بفتى قد أقبل وقد أكربته أحزانه وأقلقته أشجانه ، فطاف بالكعبة أشواطاً ثم أقبل علينا فقال : يا مالك بن دينار ويا ثابت البناني ويا صالح المري ويا عتبة الغلام ويا حبيب الفارسي ويا سعد ويا عمر ويا صالح الأعمى ويا رابعة ويا سعدانة ويا جعفر بن سليمان ، فقلنا : لبيك وسعديك يا فتى . فقال : أما فيكم أحد يُحبه الرحمن ؟ فقلنا : يا فتى علينا الدعاء وعليه الإجابة ، فقال : أبعدوا عن الكعبة ، فلو كان فيكم أحد يحبه الرحمن لأجابه ! ثم أتى الكعبة فخر ساجداً ، فسمعته يقول في سجوده : سيدي بحبك لي إلا سقيتهم الغيث ! قال : فما استتم الكلام حتى أتاهم الغيث كأفواه القرب ! فقلت : يا فتى من أين علمت أنه يحبك ؟ قال : لو لم يحبني لم يستزرني ، فلما استزارني علمت أنه يحبني ، فسألته بحبه لي فأجابني . ثم ولى عنا وأنشأ يقول : < شعر > من عرف الرب فلم تُغْنِهِ * معرفةُ الرب فذاك الشقِي ما ضر ذو الطاعة ما ناله * في طاعة الله وماذا لقِي ما يصنع العبدُ بغير التقى * والعز كل العز للمتقِي < / شعر > فقلت يا أهل مكة من هذا الفتى ؟ قالوا : علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ) . ( الإحتجاج : 2 / 48 ، والصحيفة السجادية : 2 / 108 ، ومستدرك الوسائل : 6 / 209 ) .