responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مكتبة الطالب 1 - معرفة الله نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 63


لا يكفي لذلك لأنه حَمَّال وجوه ، والسنة لا تكفي لأن رواتها مختلفون ومفسروها أكثر اختلافاً ، بل لا بد من تعيين أئمة معصومين بعد النبي صلى الله عليه وآله ليكونوا قدوات للناس ، يشرحون لهم معرفة الله تعالى في النظرية ، ويجسدونها التطبيق !
فلم يترك عز وجل أمر معرفته وعبادته مجملاً عائماً ، ولا أوكله إلى اجتهاد الناس وظنونهم ، بل أمر نبيه صلى الله عليه وآله فأخبر الأمة أن الله جعل لها قدوات بعده اثني عشر ربانياً من عترته عليهم السلام وأمرها باتِّباعهم .
لكن قريشاً سارعت إلى أخذ خلافة النبي صلى الله عليه وآله وعزلت عترته ، وحجبتهم عن الناس ، فلم تعرف الشعوب الجديدة أن إمامة العترة النبوية عليهم السلام جزءٌ لا يتجزأ من الإسلام ، وأن الله تعالى جعل معرفته وعبادته عن طريقهم حتى لا يختلف الناس ويقعوا في الضلال .
إن القليل من الناس من شعوب البلاد المفتوحة استطاع أن يعرف عقيدة الإمامة ، من بعض الصحابة الذين كانوا يبلغونها على تخوف ، لأنها تعني تخوين النظام واتهام قسم من الصحابة بغصب الخلافة !
وفي غياب خط أهل البيت عليهم السلام كثرت اجتهادات الناس في معرفة الله تعالى وعبادته ، خاصة من مثقفي البلاد الذين يعتبرون أنهم أكثر حضارة ومدنية من العرب ، وأنهم إن فهموا لغتهم فهم أقدر منهم على فهم نصوص الدين الذي نزل عليهم ، وفهم أغراضه وأهدافه !
ولذلك برز وُعَّاظٌ وعُبَّادٌ وقراءٌ ومُنَظِّرُون لمعرفة الله وعبادته كلهم من الشعوب غير العربية ، وكان مستواهم الذهني متفوقاً على غيرهم فاتبعهم العرب أتباع الخلافة ، وجعلوهم مشايخ طرق صوفية !
التصوف وحبُّ أهل البيت عليهم السلام كان من الطبيعي أن يبحث شيوخ التصوف عن شخصيات عارفة لله عابدة ليتخذوها قدوة وأن يجدوا أهل البيت عليهم السلام في طليعتها .
ولذلك تجد أكثر أصحاب الطرق الصوفية نسبوا طرقهم إلى أويس القرني رحمه الله ثم إلى أمير المؤمنين وأبنائه المعصومين عليهم السلام ، وزعموا أنهم أخذوا منهم أفكارهم في معرفة الله تعالى وعبادته !
ولهذا دخل التشيع بمعنى حب أهل البيت عليهم السلام إلى ثقافة الصوفية عموماً ، ودخلت مدائح علي عليه السلام في أناشيدهم وأذكارهم وأورادهم .
وساعد على ذلك أن كبار شيوخهم رأوا كرامات ومعجزات مدهشة لأهل البيت عليهم السلام ، كما روى ثابت البناني قال : ( كنت حاجاً وجماعة عباد البصرة مثل أيوب السجستاني وصالح المري وعتبة الغلام وحبيب الفارسي ومالك بن دينار ، فلما أن دخلنا مكة رأينا الماء ضيقاً ، وقد اشتد بالناس العطش لقلة الغيث ، ففزع إلينا أهل مكة والحجاج يسألوننا أن نستسقي لهم ، فأتينا الكعبة وطفنا بها ثم

63

نام کتاب : مكتبة الطالب 1 - معرفة الله نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست