السويين ، ويرفض الاقتناع رغم وجود مبرراته الموضوعية ! وهذا هو الظلم والعلو الذي قال الله تعالى عنه : وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً ، فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ . الكوْن . . لم يكن ثم كان . . فكيف بدأ ؟ من الأمور المتفق عليها أن للأرض عمراً وللنجوم عمراً ، ولكل شئ في الكون عمراً . . سواء كان لحظة أو ملايين السنين أو بلايينها ، وهو يعني أنا إذا رجعنا إلى الوراء في عمر الكون نصل إلى نقطة العدم المحض ( حيث ) لم يكن الكون ، ثم كان ! إن كل البحث في هذه النقطة : لم يكن شئ ، ثم انبثقت أول نقطة من الوجود مهما فرضناها ، فهل وُجدت بداية الكون من العدم المحض بدون خالق خلقها ؟ ما دام الكون ممكن الوجود والعدم ، فمن الذي رجَّحَ كَفَّة وجوده على عدمه ؟ إن ممكن الوجود يستحيل أن يوجد إلا بواجب وجود يدفعه من العدم إلى الوجود . وذلك هو الله سبحانه وتعالى : إِنَّمَا أَمْرُهُ إذا أَرَادَ شيئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ . ( يّس : 82 ) إنك بقبولك أن للكون عمراً ، قبلتَ أن احتمال وجود الكون وعدمه كانا متساويين ، وأنه يستحيل ترجيح أحدهما بلا مرجح ، فلا