responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقامات فاطمة الزهراء ( ع ) في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 89


وهذا المعنى للحديث حينئذ يقرب من مفاد قوله تعالى ( ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) أي ليعرفون ثم يعبدون وذلك بوساطة هداية الرسول والدين الحنيف بإقامة الأئمة ( عليهم السلام ) له بعده ( صلى الله عليه وآله ) .
الثاني : الوجه الفلسفي قد حرر في علم المعقول تعدد الغاية ، فمنها غاية نهائية ومنها غايات متوسطة ، كما قد حرر أنّ العلل الغائية تكون بحسب مقام متعاكسة بحسب مقام آخر ، ولنمثل بذلك مثال يوضح هذا الأمر ، فقد يقول القائل : انّي أذهب إلى المدرسة لكي أتعلّم ، وانّي أتعلم لكي أحصل على الشهادة العيا ، كما يصح من هذا القائل قوله لولا ذهابي للمدرسة لما تعلّمت ولولا تعلّمي لما حصلت على الشهادة العليا ، كما يصح منه القول : لولا الرغبة للحصول على الشهادة العليا لما تعلّمت ولما ذهبت إلى المدرسة ، فالحاصل من قول هذا القائل ليس مفاده أفضلية الذهاب إلى المدرسة من التعلم ، ولا أفضلية التعلم من الدرجة العلمية الفائقة في حصول الشهادة ، بل هذا التعليل هو بيان لدور وتأثير الغايات المتوسطة من دون أن يعني ذلك كونها غايات نهائية .
فما يوهمه ظاهر هذا الحديث من كون فاطمة ( عليها السلام ) علّة غائية نهائية وراء النبي ( صلى الله عليه وآله ) ليس بمراد ، بل حاصل ما يعنيه أنّها ( عليها السلام ) من الوسائط التي بمثابة غايات شريفة تتلو الغاية النهائية في المقام .

89

نام کتاب : مقامات فاطمة الزهراء ( ع ) في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست