نام کتاب : مقامات فاطمة الزهراء ( ع ) في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 142
بين الأغنياء منكم ) وقد شددت كلاً من سورتي الحشر والأنفال على خطورة هذا المقام وان اغتصابه يقابل بشدة العقاب من الله تعالى وبزوال الايمان لقوله تعالى ( ان كنتم مؤمنين ) وهذا ما قد حدث فعلاً ، حيث أن باعتصاب هذا المقام بدأ التفاوت الطبقي في الأموال العامة حتى خصصت بعض زوجات النبي ( صلى الله عليه وآله ) في العهد الأول وبعض رموز السقيفة باعطيات من بيت المال دون سائر المؤمنين واستشرى ذلك أكثر في عهد الثاني حيث فرّق في العطاء بين المهاجرين والأنصار [1] ، وبين العرب والعجم ، وبين الأسود والأبيض وبلغ ذروته في عهد الثالث حتى ثار عليه المسلمون - كما هو معروف في مدونات التاريخ - . الجهة الثانية : المراد من ذوي القربى انّ المراد بذوي القربى في الآيات السالفة من آيات الفيء والخمس ، خصوص فئة معينة من ذوي القربى ، لا كل ذوي القربى ، أي الفئة التي تتصف بالعصمة عن الخطأ والجهل ولها مقام وشأن الحجية الإلهية ، ويشهد لذلك أمور : الأول : انّه قد عُلل جعل ولاية الأموال العامة في آية الفيء والأنفال بما تقدم ذكره - عند الجهة الأولى - وهو ارساء العدالة الاجتماعية في التوزيع المالي وغيره من الأنشطة المالية ، وبالتالي يتم تحقيق العدالة