responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مع المصطفى نویسنده : عائشة عبد الرحمن ( بنت الشاطئ )    جلد : 1  صفحه : 54


النور ملء قلبه وبصيرته ، والكلمات ملء فكره ومسمعه .
ولكنه في حيرة من أمره ، يعييه أن يستوعب السر الأعظم الذي تجلى له ، ويأخذه من جلاله ما يشبه الدوار ، فيكاد لفرط دهشته وعجبه وانبهاره ، لا يدري ما إذا كان في وعي يقظته أم تلك رؤيا بصيرة أرهفها طول التأمل في آيات القدرة ، وطول التطلع إلى اجتلاء سر هذا الكون وخالقه ؟
وأحس وطأة العبء الثقيل تجهده وترهقه ، فما بلغ بيته حتى بدا مكدودا مرتعدا شاحبا ، كأنه عائد من سفر شاق طويل .
ولمحها هناك في انتظاره : ( خديجة ) التي كانت له على مدى خمس عشرة سنة زوجا وأما ، وكانت له منذ تزوجها ملاذا وسكنا .
ودون تفكير أو تردد ألفى نفسه يفضي إليها بما رأى وما سمع ، وهو يحدق في ملامحها إذ تصغي إليه بسمعها وقلبها ، محاولا أن يستبين وقع هذا الامر على أقرب أهله إليه ، وأعزهم عليه ، وأصفاهم له ودا وأرشدهم نصحا ورأيا .
وقالتها على الفور ، بكل اليقين والثقة :
( الله يرعانا يا أبا القاسم . أبشر يا ابن عم وأثبت ، فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة . والله لا يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ) .
فنفذ صوتها الحار الواثق إلى قلبه ، وأحس راحة الامن والطمأنينة ،

54

نام کتاب : مع المصطفى نویسنده : عائشة عبد الرحمن ( بنت الشاطئ )    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست