- رسول الله صلى الله عليه وسلم في الضح والريح والحر ، وأبو خيثمة في ظل بارد وطعام مهيأ وامرأة حسناء ، في ماله مقيم ؟ ما هذا بالنصف ! . ثم التفت إلى امرأتيه وقال : ( والله لا أدخل عريش واحدة منكما حتى ألحق برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهيئا لي زادا ) . وركب راحلته ، وخرج يغذ السير حتى لحق بجند الاسلام في تبوك [1] . وفى الطريق أيضا ، تخلف الرجل بعد الرجل ، ممن خرجوا في أول الامر مكرهين ، ثم استثقلوا مشقة السفر وعبء الجهاد . ويقول الصحابة للمصطفى وهو ماض في طريقه إلى وجهته : - يا رسول الله ، تخلف فلان . فيقول عليه الصلاة والسلام : ( دعوه ، فإن يك فيه خير فسيلحقه الله تعالى بكم . وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه ) . حتى قيل له مرة : - يا رسول الله ، قد تخلف ( أبو ذر ) وأبطأ به بعيره . فقال المصطفى ، مثل ما كان يقوله في الرجل يتخلف .