المالك لكل شيء ، والمدبر والمتصرف في جميع مخلوقاته ، والولي الحقيقي لهذا الإنسان , ومنه وعنه تنشأ سائر الولايات للإنسان وعليه . . فلا بد من الرجوع إليه سبحانه ليجد الإنسان البيان منه تعالى في أي ولاية تدّعى . وعلينا أن نلفت النظر هنا إلى أن ذلك هو غاية التكريم لهذا الإنسان ، ومنتهى العزة له ، حيث لا يملك أحد أي حق للتدخل في شؤونه إلا من خلال الرخصة الإلهية ، حين تمس الحاجة إلى حفظ مصالحه ورعاية شؤونه . فأعطى الوالدين درجة من الولاية الرعائية عليه ، ما دام بحاجة إلى ذلك . لكن في دائرة الحكم الشرعي ، وعلى أساس خضوعهما له ، والتزامهما به . . ثم أدّبه بحسن الانقياد والطاعة لهما في غير معصية الله سبحانه ، وفرض عليه أن يكون شاكرا لهما كما يكون شاكرا له تعالى : ( أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ) [1] . وفيما عدا ذلك ، فإن الولاية تنحصر في أنبياء الله ، وأوصيائهم الذين يراعون أمور هذا الإنسان وفق الهدى الإلهي ، ومن موقع حب الخير والسلامة له ، وعلى أساس الحكمة ، وفي نطاق حفظ مصالحه ، واطراد مسيرته في صراط الكمال ، ونيل منازل الكرامة الإلهية .