مواقع أخرى . . لا بد لهم من المشاركة ، والتعاون في إصلاحهم . دون أن يشعروا هم أنفسهم أنهم مستهدفون في ذلك . . هذا . . وقد تضمنت هذه الكلمة المباركة حديثاً عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهو ما لا يمكن لأحد أن يناقش في لزومه ، بل الجميع يرى نفسه ملزماً بالمشاركة في انجازه كتكليف شرعي وإنساني . . ثم تحدث عن قبول الناس له [ عليه السلام ] ليس لأجل علاقات شخصية أو مصلحية ، أو عصبية عشائرية ، أو غير ذلك ، وإنما انطلاقاً من الحق ، وانسجاماً معه ، فقال : " فمن قبلني بقبول الحق " وقبول الحق عمل صالح يقبله الله ويحبه . . ولا يعود نفعه إلى الإمام الحسين [ عليه السلام ] كشخص ، ولذلك قال : " فالله أولى بالحق ، ومن رد علي هذا أصبر " . فلم يقل : أحارب من ردّ عليّ هذا وأعاديه ، بل هو قد أرجع الحكم في ذلك إلى الله سبحانه وتعالى . . ونشير أخيراً إلى أن هذه الكلمة المباركة قد تضمنت أموراً خمسة ، تدور عليها أهداف الذين يتعرضون للحكام وللحكومات ، وهي كلمة عظيمة وهامة يحتاج بحثها إلى جهد فكري عميق . . وحسبنا هذا الذي ذكرناه ، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين .