سوف لا يستجيبون له ، بل سوف يعصون الله سبحانه ، ويخذلونه بل ويقتلونه . . ولأجل ذلك نجد أن النبي [ صلى الله عليه وآله ] وإن كان يرى من خلفه ، وتعرض عليه أعمال الخلائق . . وهو شاهد على الخلق . . لكنه رغم علمه هذا إنما يقض بينهم بالأيمان والبينات ، ولا يقضي بينهم بعلمه الخاص ، الذي هو علم النبوة أو علم الشهود والشاهدية . . ولهذا البحث مجال آخر . . ثم إن بعض الإخوة قد قرب هذا الأمر بمثال أحببت أن أورده هنا ، وهو أنه إذا مست الحاجة إلى القيام بعمل جهادي ، ولو في مستوى " عملية إستشهادية " فإنه لا مانع من أن يعلن ذلك الإستشهادي عزمه على القيام بهذا الأمر ، من أجل تحريك الأمة ، وتعريفها بحجم الخطر الذي يتهددها ، وإلفاتها إلى واجبها الذي تخلت عنه حتى وصلت الأمور إلى هذا الحد . . فاتضح : أن الإمام الحسين [ عليه السلام ] لم يعلن عن فشل ثورته ، بل أعلن عن أن مستوى الخطر قد تناهى بالأمة إلى الحد الذي أصبحت تحتاج معه إلى هذا المستوى من التضحيات . والحمد لله ، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين . .