لماذا أخبر الإمام الحسين ( ع ) بإستشهاده السؤال ( 14 ) : هناك من يقول : لا معنى لأن يبشر الإمام الحسين [ عليه السلام ] بفشل ثورته قبل أن يقوم بها ، فكيف أن يصح أن يقول للناس : قوموا معي على يزيد لكي يقتلنا في كربلاء . . إذ فلا صحة للروايات التي تتحدث عن أنه [ عليه السلام ] قد أخبر الناس بإستشهاده . . الجواب : إن الإشكال المذكور إنما يرد ، لو كانت اخبارات وخطابات الإمام الحسين [ عليه السلام ] بما سيجري عليه وعلى أصحابه في كربلاء قد اتخذت صفة الجماهيرية العامة ، بحيث أصبحت سبباً في تردد الناس ، وتخاذلهم ، وانصرافهم عن القيام بواجبهم الإلهي بالخروج معه ونصرته . أما إذا كانت هذه الإخبارات والخطابات موجهة لأصحابه وأهل بيته الذين سينالون الشهادة معه ، من أجل أن يزيد ذلك من يقينهم ، وفي بصيرتهم ، ويعمق ايمانهم ، لينالوا تلك الدرجة الكبرى عن جدارة واستحقاق ، وليكونوا - بحق - أعظم شهداء هذه الأمة . نعم . . إن كان ذلك هو المقصود ، فإنه يكون لازماً وضرورياً . وهو ضروري ولازم أيضاً : إذا كان [ عليه السلام ] يتعمد اخبار الخلص من شيعته ، وبعضاً من غيرهم لكي ينقلوا للناس من بعده إخباراته