فقال رسول الله [ صلى الله عليه وآله ] : يرحم الله المحلقين . قالوا : والمقصرين يا رسول الله ؟ قال [ صلى الله عليه وآله ] : يرحم الله المحلقين . قالوا : والمقصرين يا رسول الله ؟ قال [ صلى الله عليه وآله ] : يرحم الله المحلقين . قالوا : والمقصرين يا رسول الله ؟ قال [ صلى الله عليه وآله ] : والمقصرين . فقالوا : يا رسول الله ، فلم ظاهرت الترحم للمحلقين دون المقصرين . قال [ صلى الله عليه وآله ] : لم يشكّوا [1] . فالشاكون إذن قد أحلوا من إحرامهم بالتقصير ، مع أن وظيفتهم كانت هي الحلق ، امتثالا لأمر رسول الله [ صلى الله عليه وآله ] . 2 - يفهم من رواية القمي : أن بعض الذين لم يسوقوا الهدي كانوا قد حلقوا امتثالا وطاعة لأمر رسول الله [ صلى الله عليه وآله ] ، وبعضهم قصر اكتفاء في التحليل بالتقصير ، ولم يمتثلوا أمر رسول الله [ صلى الله عليه وآله ] بالحلق ، وأن فيمن ساق الهدي من كان شاكاً أيضاً . قال القمي : " قال رسول الله [ صلى الله عليه وآله ] لأصحابه : انحروا بدنكم ، واحلقوا رؤوسكم ، فامتنعوا ، وقالوا : كيف ننحر ونحلق ، ولم نطف بالبيت ، ولم نسع بين الصفا والمروة ؟ ! .
[1] راجع : سيرة ابن هشام القسم الثاني ص 319 وتاريخ الطبري ج 2 ص 283 .