عصمة علي [ عليه السلام ] . . وما جرى في الحديبية . . السؤال ( 3 ) : هل كان علي [ عليه السلام ] ضمن الذين رفضوا حلق رؤوسهم في الحديبية ، حين قال [ صلى الله عليه وآله ] : " اللهم اغفر للمحلقين " ، ليكون ذلك من موجبات الطعن في عصمته ، أم أنه كان قد أطاع أمر الرسول [ صلى الله عليه وآله ] في ذلك ؟ الجواب : بالنسبة للسؤال المطروح نقول : ربما يكون منشأ هذه الشبهة هو النص الذي ذكر أن النبي [ صلى الله عليه وآله ] بعد أن كتب كتاب الصلح : " قال لأصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا ، قال : فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات ، فلما لم يقم منهم أحد ، قام فدخل على أم سلمة ، فذكر لها ما لقي من الناس . فقالت أم سلمة يا نبي الله ، أتحب ذلك ؟ أخرج ولا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنتك ، وتدعو حالقك فيحلقك . . الخ . . " ( 1 ) . والجواب على ذلك : أولاً : إنه لا شك في أن عليا أمير المؤمنين [ عليه السلام ] لم يعص أمر رسول الله [ صلى الله عليه وآله ] ، لا في هذه الواقعة ، ولا في غيرها ، فهو يقول :
( 1 ) راجع : تاريخ الطبري ج 2 ص 283 والبداية والنهاية ص 200 .