فمحاها ، ثم كتب علي ، كما ذكرته الرواية الأخرى . ثانياً : قد ذكرنا في بحث لنا سابق [1] عدم صحة قولهم : إن علياً [ عليه السلام ] قد امتنع عن محو اسم النبي [ صلى الله عليه وآله ] من الصحيفة . بل النصوص تدل على أنه [ عليه السلام ] قد امتثل كل ما أمره به الرسول [ صلى الله عليه وآله ] , فراجع . لكن قد ذكرت الروايات أن علياً [ عليه السلام ] إنما واجه ذلك المشرك الذي اعترض وحاول أن يفرض أمرا غير مرضي ولا مقبول . وقد كان موقف النبي [ صلى الله عليه وآله ] هو التأييد لعلي [ عليه السلام ] والتسديد له في موقفه هذا ، فراجع ذلك البحث تجد تفصيل ذلك . . وبذلك يكون ما ذكروه من أن النبي [ صلى الله عليه وآله ] قد طلب منه أن يضع يده على الكلمة التي يريد أن يمحوها ليس له أساس يصح التعويل عليه . . ثالثاً : إن قوله [ صلى الله عليه وآله ] : ضع يدي عليها ، لا يستلزم عدم معرفته بالقراءة والكتابة ، إذ قد يكون مجلسه بعيداً عن مجلس علي بحيث لا يتمكن من قراءة ما في الصحيفة بصورة مباشرة ، فيقول له من بعيد : ضع يدي عليها ، لأن علياً [ عليه السلام ] هو المتمكن من قراءة الصحيفة . ولو قيل : لماذا لم يستعمل النبي [ صلى الله عليه وآله ] في هذه الحالة أيضاً قدراته الغيبية والإعجازية . . فالجواب هو أن ذلك يتبع المصالح التي تقتضي ذلك ، وهو [ صلى الله عليه وآله ] أعلم بها وأعرف بمواقعها .
[1] البحث هو بعنوان : " موقف علي [ عليه السلام ] في الحديبية " ، صادر عن المركز الإسلامي للدراسات .