يعلمون أنه لم يتعلم القراءة والكتابة عند أحد قبل أن يبعث ، وأنه لم يكن يقرأ كتباً ، ولا كتب شيئاً منها ، أو عنها . . وهذا لا يمنع من أن يبعثه الله نبيا فيفاجئهم بعلوم الأولين والآخرين ، وهو لم يطلع على كتب أحد . . ويفاجئهم بأنه في نفس هذه اللحظة قد أصبح يعرف القراءة والكتابة بكل الألسن واللغات ، ومن جملتها منطق الطير ، وتسبيح الحصى ، وغير ذلك مما ذكر في الروايات الآتية ، هذا . . مع علمهم به ، ومشاهدتهم له ، وعيشهم معه طيلة حياتهم ، بصورة جعلتهم عالِمين بعدم اتصاله بأحد ، وأنه لم يتعلم شيئاً عند أي كان من الناس . . فطريق حصوله على المعارف والعلوم منحصر بالطريق الغيبي والوحي ، وسيكون هذا الأمر من أظهر الشواهد على نبوته ، واتصاله بالغيب . فيقينهم بعدم معرفته بالقراءة والكتابة قبل النبوة ، وسام عظيم له . وهو خير وأوضح دليل على نبوته ، ولكن علمهم باستمرار عجزه عن القراءة والكتابة حتى بعد النبوة ، سيجعلهم ينظرون له بعين النقص ، وسيرى الكتّاب والعارفون بالقراءة أن لهم عليه امتيازا وفضلا ظاهراً . . وسيكون علمه بالقراءة والكتابة بصورة إعجازية وعن طريق جبرائيل أدعى للطمأنينة ، وأوفق وأشد أثراً في رسوخ اليقين والإيمان . الدليل الثاني : إن الآيات القرآنية قد وصفت النبي [ صلى الله عليه وآله ] بالأمي ، قال تعالى :