نام کتاب : محنة فاطمة بعد وفاة رسول الله ( ص ) نویسنده : الشيخ عبد الله الناصر جلد : 1 صفحه : 8
السقيفة لتكوين بنية سياسية ادعائية في قبال البنية التي أرادها الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله أن تكون للأمة بعده ، فانقطعت تلك الطرق التي توجب تحقق المصالح التي أراد الله عز وجل لها أن تتم لشريعته . وليس خافيا على القارئ أن المحرك للحدث هو علي عليه السلام - في الواقع - وفاطمة عليها السلام ، وإن كان بنظر الذين نالوا من التاريخ القشور وغفلوا عن اللباب أن المحرك له هو المتصدي للخلافة في سقيفتهم هذا هو العامل الأول تمثل في من عاصر الحدث العاصف وهما علي وفاطمة سلام الله عليهما . وأما العامل الثاني فهو مما تقدمه الدار للقارئ عبر هذا الكتاب ، فالبحث المقدم هنا يتناول أحداث ذلك اليوم الأسود الذي مر على الأمة بأجمعها . . بما سبقه من معطيات . . وما وقع فيه من أحداث وهنات . . وبما تلاه من آثار ونتائج ؛ أعقب انحرافا كبيرا عن المسيرة الإلهية للرسالة ، بإخراج معطياتها عمن هم أهل لها . فالكاتب القدير سماحة الشيخ الأستاذ عبد الله الناصر قد حاول - في هذا الكتاب - أن يسبك الحدث في موقف وكلمة مجتمعين ، عبر ما جرى من محاورات ومناظرات بين الطرفين : المدعي للخلافة أمام الأنصار ، والمدافع عن حق علي - وهو الزهراء عليها السلام - وهنا يتضح لنا قوة العامل الثاني ، فالكاتب لم يتحدث لنا بلسانه ، ولم يكتب بقلمه ، بل جعل الحدث يترجم لنا الواقعة ، فكأن القارئ يعيش مع الحدث متفاعلا معه ؛ كلمة بكلمة ، وخطوة فخطوة ، عارضا للحجة كما كانت ، كي يميز القارئ بنفسه إلى أي مدى قد ظلمت السيدة الزهراء عليها السلام ، وكل تلك المجريات قد أخذت من مصادر العامة - الطرف الآخر - حتى لا يتوهم ذلك الآخر أن دعوى الزهراء عارية عن الصحة إلا عند الشيعة الإمامية ، وقد اشترك في هذه الصياغة : الراوي والكاتب والمحدث والشاعر كل بما عنده من إمكانات توصيفية تخدم الغرض المنشود . وها نحن نقدم هذا الكتاب للقارئ الكريم رغبة منا في مزيد التوجه لحقيقة هذا الحدث التاريخي المؤلم ، والذي قدمت فيه السيدة الزهراء فيه ورقة محكمة الجوانب فقالت : . . . فخذها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك ونشرك . . فالحكم الله والموعد القيامة والزعيم محمد . . . . دار أنوار الهدى
8
نام کتاب : محنة فاطمة بعد وفاة رسول الله ( ص ) نویسنده : الشيخ عبد الله الناصر جلد : 1 صفحه : 8