نام کتاب : محنة فاطمة بعد وفاة رسول الله ( ص ) نویسنده : الشيخ عبد الله الناصر جلد : 1 صفحه : 7
مقدمة الناشر الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى ، وآله المصطفين النجباء ، وبعد : فمن المعلوم لدى كل ناظر في التاريخ ، وباحث فيه أن الحدث التاريخي يزداد طراوة كلما ازداد البحث وتكرر ، إذ أن كل دراسة تحليلية لمفردة من مفردات التاريخ تعطي - بلا شك - نتيجة غير نتيجة مفردة أخرى من التاريخ ، وهذا حتى ولو كانتا في ضمن حقبة زمنية واحدة ، بل قد يكون لنفس المفردة الواحدة أن تعطي غير ما أعطته سابقا من نتائج على يد دارس أو باحث آخر ، ولذا فمن الخطأ قياس دراسة الوقائع التاريخية على غرار ما تدرس به الظواهر الاقتصادية أو الاجتماعية ، وذلك لأن معطيات الحدث التاريخي غير معطيات الحدث الظواهر ، كما أن أدوات تشريح الواقعة التاريخية تختلف عن أدوات تحليل تلك الظواهر ، فالتاريخ وإن كان بلحاظ الزمان متصرما ، والحدث بعنوانه الخارجي ينقضي بتصرم الزمان وانقضائه ، ولكن الجنبة الأخرى من التاريخ تظل ناقوسا يدق أجراس الزمن من حقبة لأخرى ، ألا وهي الجنبة الحركية للفكرة ، فمع كون الأحداث التاريخية فريدة ، لكنها تظل غضة جديدة لا تبلى . فالحدث قد يدرس مع ملاحظة الزمان والمكان الخاصين ، وقد يدرس مجردا عن كل منهما أو عن أحدهما ، وهنا يظهر عاملان يوجب كل منهما عظمة الحدث ، وقوته عبر التاريخ : العامل الأول هو ذلك الفكر الفاعل والمحرك للحدث عبر التاريخ . العامل الثاني هو ذلك القلم الذي يصوغ الحدث . . كلمة وموقفا . . زمانيا ومكانيا . . أو مجردا عنهما . فكلما كان العامل الأول القلم الذي عظيما وكبيرا كانت حركية الحدث أقوى تأثيرا ، وكذا كلما كان العامل الثاني قويا وذا إحاطة واحتواء متكامل للحدث كانت الصياغة أقوى أداءا للفكرة ، وأسرع تأثيرا في عقل القارئ وفكره وقلبه ، وليس أدق وأقوى في صياغة الحدث ممن كان هو المحرك له ، ولا يعتقدن أحد أن الذي يحرك الحدث هو من ينتصر ظاهرا ولو بالسيف جبرا وقسرا ، وإلا لقيل بأن الحسين عليه السلا لم ينتصر ، بل الذي يحركه هو من تدور أحداث الواقعة حوله ولو كان صامتا . ومن أهم تلك الأحداث التاريخية التي ألمت بالأمة جمعاء ، حيث غيرت مجرى التاريخ ، هو حدث السقيفة وما تلاه من أفعال وأحداث متسارعة يندى لها جبين التاريخ ، حيث سارع أبطال
7
نام کتاب : محنة فاطمة بعد وفاة رسول الله ( ص ) نویسنده : الشيخ عبد الله الناصر جلد : 1 صفحه : 7