نام کتاب : محنة فاطمة بعد وفاة رسول الله ( ص ) نویسنده : الشيخ عبد الله الناصر جلد : 1 صفحه : 201
حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ونحن راجعون من الحج في جماعة ، فسألناه عن مسائل ، وكنت أحد من سأله ، فسألته عن أبي بكر وعمر ؟ فقال : أجيبك بما أجاب به جدّي عبد الله بن الحسن ، فإنه سُئل عنهما ! فقال : كانت أمّنا صديقة ابنة نبي مرسل ، وماتت وهي غضبى على قوم ، فنحن غِضاب لغضبها ! ؟ [1] . قال ابن أبي الحديد : قد أخذ هذا المعنى بعض شعراء الطالبيّين من أهل الحجاز ، أنشدنيه النقيب جلال الدين عبد الحميد بن محمد بن عبد الحميد العلويّ ، قال : أنشدني هذا الشاعر لنفسه - وذهب عني أنا اسمه - قال : يا أبا حفص الهويني * وما كنت مليا بذاك لولا الحمامُ أتموت البتول غضبى ونرضى * ما كذا يصنع البنون الكرامُ يخاطب عمر ويقول : مهلا ورويداً يا عمر ، أي ارفق واتَّئد ولا تعنُف بنا . وما كنت ملياً ، أي وما كنت أهلا لأن تخاطب بهذا وتستعطف ، ولا كنت قادراً على ولوج دار فاطمة ( عليها السلام ) على ذلك الوجه الذي ولجتها عليه ، لولا أنّ أباها الذي كان بيتها يحترم ويصان لأجله مات ، فطمع فيها من لم يكن يطمع . ثم قال : أتموت أمّنا وهي غضبى ونرضى نحن ! إذاً لسنا بكرام ، فإنّ الولد الكريم يرضى لرضى أبيه وأمه ويغضب لغضبها . والصحيح عندي أنّها ماتت ( عليها السلام ) وهي واجدة على أبي بكر وعمر ، وأنها أوصت ألا يصلّيا عليها . . [2] .
[1] السقيفة ، للجوهري : 72 - 73 ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : 6 / 49 . [2] شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : 6 / 49 - 50 .
201
نام کتاب : محنة فاطمة بعد وفاة رسول الله ( ص ) نویسنده : الشيخ عبد الله الناصر جلد : 1 صفحه : 201