ألا هَلُمَّ فاَعْجَبْ ، وما عِشْتَ أراكَ الدهرُ عَجَباً !فَرغْماً لِمَعاطِسِ قوم يَحْسَبُون أنهم يُحْسِنون صُنْعاً .ولَعَمْرُ اللهِ ، لقد لَقِحَتْ ، فنَظِرَةً رَيْثَما تُنْتَجُ ، ثم احْتَلِبُوا طِلاعَ القَعْبِ ، دماً عَبِيطاً ، وذُعافاً مُمْقِراً ، فهنالك يَخْسَرُ المُبْطِلون ، ويَعْرِفُ التَّالُون غِبَّ ما أسَّسَ الأَوَّلُون .فَطِيُبوا عن أنفُسِكم نَفْساً ، وطامِنُوا للفِتْنة جَأْشاً ، وأبْشِرُوا بسَيف صارِم ، وهَرْج شامِل ، يَدَعْ فَيْئكُم زَهِيداً ، وجَمْعَكم حَصِيدا .فيا حَسْرةً عليكم ، وأنَّى بكم ، وقد عَمِيَتْ عليكم ؟ ( أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ ) [1] .* * * هذا طَرَفٌ مِن حديث أطْولَ منه ، يُرْوَى من طريق أهل البَيتَ ( عليهم السلام ) . [2] ألفاظ الخطبة التي شرحها ابن الأثير العائف : الكارِهُ للشيء ، وقد عِفْتُ الشيءَ ، أعافُه .والقالي : المُبْغِضُ ، والهاجِرُ ، وقد قَلَي الشيءَ ، يَقْلِيه قِلا .واللَّفْظُ : الرَّمْيُ ، والإِلقاءُ .والعَجْمُ : الاختِبارُ ، وأصلُه العَضُّ ، يقال : عَجَمْتُ العُودَ : إذا عَضضْتَه بأسنانِك ، لتختبرَ قُوَّتَه مِن ضَعْفِه .وشَنِئْتُهم : إذا أبْغَضْتَهم ، يقال : شَنِئْتُه ، أشْنَؤْه ، شَنْآناً ، وشَنَآناً .
[1] سورة هود : 28 . [2] منال الطالب في شرح طوال الغرائب : ابن الأثير : 528 - 529 .