الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّة أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ ) [1] .ألا وقد أرى والله أن قد أخلدتم إلى الخفض ، وركنتم إلى الدعة ، فمحجتم الذي أوعيتم ، ولفظتم الذي سوغتم ، ف ( إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ ) [2] .ألا وقد قلت الذي قلت على معرفة مني بالخذلة التي خامرتكم ، وخور القناة [3] وضعف اليقين ، ولكنه فيضة النفس ، ونفثة الغيظ ، وبثة الصدر ، ومعذرة الحجة ، فدونكموها فاحتقوبها مدبرة الظهر ، ناقبة الخف ، باقية العار ، موسومة بشنار الأبد ، موصولة ب ( نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ ) [4] ، فبعين الله ما تفعلون ، ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَب يَنقَلِبُونَ ) [5] وأنا بنت نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، فاعملوا إنا عاملون ، وانتظروا إنا منتظرون .قال الأربلي : هذه الخطبة نقلتها من كتاب السقيفة ، وكانت النسخة مع قدمها مغلوطة فحققها من مواضع أُخر . [6]
[1] سورة التوبة : 12 - 13 . [2] سورة إبراهيم : 8 . [3] خامرتكم : أي خالطتكم ، والخور : الضعف . قال المجلسي عليه الرحمة : لعل المراد بخور القنا ضعف النفس عن الشره وكتمان الضر . [4] سورة الهمزة : 6 - 8 . [5] سورة الشعراء : 227 . [6] كشف الغمّة ، الأربلي : 1 / 479 - 492 ، كتاب السقيفة وفدك 137 - 144 .