نام کتاب : ماذا عن الجزيرة الخضراء ومثلث برمودا نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 34
ثانياً : كيف عرف هذا الرجل « المجهول » ! ! : أن ما وجده هو خط الطيبي بعينه ، فهل كان خط الطيبي الذي مات قبله بمئات السنين متداولاً ومعروفاً للناس حتى عرفه هذا الرجل المجهول . ولعل هذا الرجل المجهول قد اشتبه عليه الأمر بسبب أنه وجده يتحدث في الرواية فتخيل : أن هذا المتحدث هو نفسه الكاتب أيضاً . مع غفلته عن أنه لا ملازمة بين الأمرين . وثالثاً : إننا نلاحظ : أن علي بن فاضل ، الذي يوصف في الرواية بالمازندراني ، ثم يصف نفسه في نفس الرواية بالعراقي ، يهتم بتسجيل بعض الفضائل لنفسه كما يظهر من قوله للسيد شمس الدين ، وهو يتحدث عن رؤية الإمام : « يا سيدي ، أنا من جملة عبيده المخلصين ، ولا رأيته ، فقال لي : بل رأيته مرتين الخ » . . ثم ذكرهما له . كما أن الرواية كلها إنما تسجل فضيلة فريدة له ، وأنه قد وصل إلى ما لم يصل إليه أحد ، كما وتسجل اهتمام الناحية المقدسة بأمره . فإذا لاحظنا ذلك ، وأضفناه إلى حقيقة : أنه لم يوثقه أحد من معاصريه ، وإنما وثقه بعض من تأخر عنه بمئات السنين ، والظاهر : أن مستندهم في هذا التوثيق هو نفس رواية الجزيرة الخضراء ، كما يشير إليه سياق كلماتهم - إذا لاحظنا ذلك - ، فإن النتيجة هي : أنه لا يمكننا الاطمئنان إلى صحة ما نقله لنا هذا الرجل إذ من الممكن أن تكون هذه القضية من صنع خياله بهدف الحصول على الشهرة في الآفاق ، أو لأهداف أخرى ، كما تعودناه في حالات مشابهة ، على مدى العصور .
34
نام کتاب : ماذا عن الجزيرة الخضراء ومثلث برمودا نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 34