responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 285


وقد قايضوا الأرواح بالخلد والظما برشف فرند . . .
فينتقل من الرشف وهو شرب على رقة للسوائل من المشروبات إلى الاحتساء الذي هو شرب أيضا ولكنه للأغذية الصلبة التي أسيلت فتشرب حارة عادة ، فدخل البيت إلى منطقة القلق في المعاني بعبارة ( يحتسون بها الصهبا ) فكان الجمال في التصور والتأمل لكن الألفاظ خانت التعبير .
وكذلك الحال في أكثر من موضع حيث تنقلب الأعجاز على الصدور الجميلة فتخنقها فمثلا :
على وجل يخفقن من كل همسة . . .
فأنت الذي في العين يذكي سناءها . . .
ويا مبسما يحكي شفاه محمد . . .
من أين تأتى لهذا الغريد الفذ أن يكبو هذه الكبوة ؟
في نظري أن آل زرع اختار أن يتحدى قالبا شعريا من أعسر القوالب في اختياره بحر الطويل التام وفي اختياره لحرف الباء المفتوح كروي لقصيدته ، فبحر الطويل التام أطول بحور الشعر العربي قاطبة وخصوصا في الأعجاز التي يستمر الشاعر في النظم عليها إلى نهاية القصيدة ، فعلى الشاعر أن يحشو فيه بكثرة لكي يصل إلى آخره ، فلم يستطع الأفذاذ من شعراء العربية أن يكتبوا به نتاجهم الأفضل منذ امرئ القيس في :
ألا أنعم صباحا أيها الطلل البالي * وهل ينعمن من كان في العصر الخالي ؟
وهذا الحكم سائر على القصيدة العربية المنظومة به كقاعدة قابلة للاستثناء .
وإذا أضفنا أن آل زرع اختار حرف الباء المفتوح كروي لقافيته فستزداد

285

نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 285
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست