نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 25
ندري ما صنعوا ! لا والله لا نفعل ، ولكن تفديك أنفسنا وأموالنا وأهلونا ونقاتل معك حتى نرد موردك فقبح الله العيش بعدك ! . فقام إليه مسلم بن عوسجة الأسدي [1] فقال : أنحن نخلي عنك ولما نعذر إلى الله في أداء حقك ؟ أما والله حتى أكسر في صدورهم رمحي وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ولا أفارقك ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك . وقال سعد بن عبد الله الحنفي [2] : والله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا
[1] هو : مسلم بن عوسجة بن سعد بن ثعلبة بن دردان بن أسد بن خزيمة أبو حجل الأسدي السعدي ، كان رجلا شريفا عابدا متنسكا ، قال ابن سعد في طبقاته : وكان صحابيا ممن رأى رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكان فارسا شجاعا له ذكر في المغازي والفتوح الاسلامية ، وكان ممن كاتب الحسين - عليه السلام - في الكوفة ووفى له ، ومن أخذ البيعة له عند مجئ مسلم بن عقيل إلى الكوفة ، وهو أول قتيل من أنصار الحسين بعد قتلى الحملة الأولى ، وقد جاء في الزيارة المنسوبة للناحية المقدسة في مسلم بن عوسجة : وكنت أول من شرى نفسه وأول شهيد من شهداء الله قضى نحبه ، ففزت ورب الكعبة ، شكر الله لك استقدامك ومواساتك إمامك إذ مشى إليك وأنت صريع فقال : يرحمك الله يا مسلم بن عوسجة وقرأ : ( منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) لعن الله المشتركين في قتلك عبد الله الضبابي وعبد الله بن خشكارة البجلي ، وفيه يقول السماوي : ان امرءا يمشي لمصرعه * سبط النبي لفاقد الترب أوصى حبيبا ان يجود له * بالنفس من مقة ومن حب أعزز علينا يا بن عوسجة * من أن تفارق ساعة الحرب عانقت بيضهم وسمرهم * ورجعت بعد معانق الترب أبكي عليك وما يفيد بكا * عيني وقد أكل الأسى قلبي راجع : بحار الأنوار : ج 45 ص 69 ، أبصار العين للسماوي : ص 61 و 64 . [2] هو : سعد بن عبد الله الحنفي ، وذكر في كتاب الحسين عليه السلام إلى أهل الكوفة باسم سعيد ، أما بعد فإن سعيدا وهانيا قدما علي بكتبكم ، وذكر باسم سعد كما في زيارة الناحية ، كان من وجوه الشيعة في الكوفة ، وذوي الشجاعة والعبادة فيهم ، وهو أحد الرسل الذين حملوا رسائل الكوفيين إلى الحسين عليه السلام وبعثه مسلم بن عقيل بكتاب إلى الحسين وبقي معه حتى جاء معه كربلاء ، وروى أبو مخنف : أنه لما صلى الحسين الظهر صلاة الخوف ، اقتتلوا بعد الظهر ، فاشتد القتال ، ولما قرب الأعداء من الحسين عليه السلام وهو قائم بمكانه ، استقدم سعيد الحنفي أمام الحسين ، فاستهدف لهم يرمونه بالنبل يمينا وشمالا ، وهو قائم بين يدي الحسين يقيه السهام طورا بوجهه ، وطورا بصدره ، وطورا بيديه ، وطورا بجنبيه ، فلم يكد يصل إلى الحسين عليه السلام شئ من ذلك ، حتى سقط الحنفي إلى الأرض وهو يقول : اللهم العنهم لعن عاد وثمود ، اللهم أبلغ نبيك عني السلام وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح فإني أردت ثوابك في نصرة نبيك ، ثم التفت إلى الحسين ، فقال أوفيت يا بن رسول الله ، قال : نعم أنت أمامي في الجنة ، ثم فاضت نفسه النفيسة . راجع : إبصار العين : ص 125 - 126 ، أنصار الحسين لشمس الدين : ص 90 - 91 .
25
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 25