نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 245
والتجاور وقدرتها على الامتداد والثبوت والانطلاق . أما عن قصيدتيه ( ليلة الأسى والدموع - ودعيني ) فهما صدى محاكي لتجربة الشاعر في ديوانه الأخير ( الحسين . . لغة ثانية ) ولم تستطيعا تجاوز الأفق الشعري الذي افترضته تلك التجربة المجددة ، بل أن الشاعر لا يزال يناغي الرؤيا ذاتها ويشتغل على موضوعة ليلة عاشوراء بنفس الآليات ولكن بمخطط مبتور عن الوحدة العضوية التي نسجت شبكات التعبير والتوصيل في الديوان ، فنراه قد لجأ إلى تكنيك الحوار في كلتا القصيدتين ففي قصيدة ( ليلة الأسى والدموع ) كان الحوار يدور بين ذات الشاعر - كمحاور نوعي - وبين الليلة - كمخاطب جماعي - له أن يرد أو لا يرد الخطاب ، مما جعل الحوار ذا بعد وطرف واحد فتقلص إلى مونولوج داخلي يسرد ما يحدث بإحاطة وشمولية العارف بكل شئ . وفي قصيدة ( ودعيني ) يرتدي الحوار حنجرة الإمام الحسين عليه السلام محاورا الحوراء زينب عليها السلام في عرض بانورامي لما سيحدث بلغة التنبؤ واستشراف المستقبل . وعلى مستوى الألفاظ وطرق تركيبها فهو لا يتجاوز قاموسه الخاص ولا يتخطى طرقه المعتادة في التركيب والبناء ، فلا يزال النسق الناري ينتظم بمفرداته ( إطفاء الشموع ، الشمس ، الجمر الوقاد ، اللهيب ، النجوم الشاحبات ) وتدفق مفردات النسق المائي ماثلة ( دم الطفوف ، انتظار الماء ، الظمأ ، الفرات ، قطرة من دماء ، فيضي ، يشرب السيف وريدي ، يبكي النهر ، الدمع ) إضافة للسيوف والأغماد والخيول والخيام والرماح والخضاب والرماد . ومع انتظام الإيقاع وفق ما يؤثره الشاعر من أبحر الشعر فقد اختار تراكب الحركات الإيقاعية لبحر الخفيف لتنظيم هيكلية القصيدتين البنائية .
245
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 245