نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 244
الأستاذ جواد جميل شاعرية الحيوية الإنسانية المتدفقة المنتصبة أمام الفناء والموت بكل شموخ الموقف الوجودي التفصيلي الذي يصون ويديم قيم الحياة ونقاءها الخلاب ، شاعرية الرؤى والتأملات الهاربة خلف نزق طفولي يمسك بطين الإبداع ليشكله وفق أعين الكبار الذين يرون فيه توازنا وانسجاما مفقودا لديهم . لذلك فشاعرها يبكيهم لكن ليس من أجل البكاء ، فلا يصل بكاؤه إلى مناطق العويل لأنه سرعان ما ينتبه إلى التدفق والنمو والنضارة والطراوة التي تحيط الأشياء فيهرب إليها بلا وقار ولا تصنع . إن النزق العابث هو روح شاعرية جواد جميل الذي يلائم نصه مع حاجاته الاتصالية بكل سلاسة فهو ذو رؤيا ملتفتة بشدة إلى البدء الأول أو إلى الجوهري والصميمي من الأشياء ، وعلاقته بمادته علاقة حدسية متوقدة يستشرف النهايات بعمق منذ الوهلة الأولى ، وهو أكثر إخلاصا لما لم يتشكل بعد ، وما لم يأت بعد ، وما لم يخن الجذور الأولى ، فتأتي قصيدته دائما مثل حلم اليقظة ، حلم وطفولة وبدائية منفتحة على كل الاحتمالات والإمكانات من جهة ، وفي الجهة الأخرى هي يقظة ووعي وموقف واستشراف للأبعاد المستترة والخفية ، ومن معطيات هذا الوعي واليقظة محاولة جادة متسلطة على قصيدة العمود ذات الشطرين لتحديثها من خلال ضخ الكريات الأدونيسية في دمها بشكل يمكن أن نصطلح على تسميته ب ( أدنسة العمود ) مع خشية حريصة على عدم تشتت وتبعثر الأوليات إلى شظايا شعرية متناثرة ، فهذه المحاولة لا تزال في أفق التجريب والاختبار ، مع كفاءتها في التوازي
244
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 244