نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 188
الأدب ، أدب الشيعة صدى لعواطف ملتهبة ، أخمد الزمان لهيبها أن يظهر ، وأطلق الأدب دخانها أن يثور ، ففاح كما يفوح الند حين يحترق ، وماء الورد حين يتصعد . وفي الأدب الشيعي رقة الدمع ورهبة الدم ، والحزن للقلوب الكئيبة ، كالنار حين تنفي خبث الحديد وتنقي الذهب الأبريز ، ويستطيع الأديب الشيعي أن يبكي في ثورته وأن يثور في بكائه وأن يسيطر على الموقف في كلتا الحالتين ، لأنه يلقي من شظايا فؤاده . لم تستطع الشيعة أن تعمل ولكنها استطاعت أن تقول ، والكبت حين يشتد يتصل بأعماق النفس ليمزج العقيدة بالعاطفة ، ثم يتصعد مع الزفرات أدبا يلهب ويتلهب ويبكي ويستبكي ، وفي أنة الحزين معاني لا تستطيع أن تعبر عنها أنة المعافى وإن تشابهتا في التوقيع . هذا ما يجعل أدب الشيعة في القمة من أدب المسلمين وفي الذروة من أدب العروبة وهذا بعض ما استفادته من يوم الحسين ( عليه السلام ) وأيام العترة في التاريخ ، وأيامهم في التاريخ دموعا ودما [1] . ولما كانت هذه بعض خصائص ومميزات الأدب الشيعي ، وقف المناوئون - لأهل البيت ( عليهم السلام ) وخصوصا بنو أمية وأتباعهم ومن نحا نحوهم لاتخاذ المواقف الحازمة ، والتدابير اللازمة ضد شعراء أهل البيت ( عليهم السلام ) والذين جعلوا على عاتقهم إظهار مظلوميتهم انتصارا للحق مهما كلفهم ذلك ما دام أنه يرضي الله ورسوله ، إذ أن الأمويين واتباعهم يدركون تماما مدى خطورة التفاعل الشعري على نواياهم وافعالهم .
[1] كتاب مع الدكتور أحمد أمين في حديث المهدي والمهدوية لزين الدين : ص 88 .
188
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 188