نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 167
الله ورسله ( صلى الله عليه وآله ) ، يتعاهدون على الشهادة والتضحية بين يدي سيد شباب أهل الجنة ( عليه السلام ) ويتنازعون فيما بينهم أيهم ينزل ساحة الحرب قبل الاخر . فهذا العباس بن أمير المؤمنين ( عليهما السلام ) يقف خاطبا في إخوته وبني عمومته ، مؤكدا عليهم ومحفزا لهم على القتال ، وأنهم أول من يبرز إلى ساحة القتال ، وأن الحمل الثقيل لا يقوم به إلا أهله . . . ؟ ! فيجيبه بنو هاشم وقد سلوا سيوفهم في وجهه : نحن على ما أنت عليه ! ! وأما الأنصار فقد وقف حبيب بن مظاهر الأسدي وهم حوله كالحلقة ، قائلا لهم ومؤكدا عليهم : فإذا صار الصباح فأول من يبرز إلى القتال أنتم ، نحن نقدمهم للقتال ولا نرى هاشميا مضرجا بدمه وفينا عرق يضرب لئلا يقول الناس : قدموا ساداتهم للقتال وبخلوا عليهم بأنفسهم ؟ ! فهزوا سيوفهم ، وقالوا : نحن على ما أنت عليه ! ! ولما رأت زينب هذين الموقفين من الأنصار وبني هاشم تعجبت من إيثارهم وصدق ثباتهم وشدة عزمهم ، فسكن قلبها واطمئنت نفسها ، فأخبرت الحسين ( عليه السلام ) بذلك متعجبة مما رأته ! ! فقال لها ( عليه السلام ) يا أختاه اعلمي أن هؤلاء أصحابي من عالم الذر وبهم وعدني جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) [1] . وأما التفاني فهي صفحة أخرى منقطعة النظير نقرؤها عند أنصار الحسين ( عليه السلام ) في ولائهم وإخلاصهم ، وقد ضربوا في ذلك أروع الأمثلة في صلابة عزمهم