نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 134
لا لان الرحيل صعب ولكن * عشق النسك فالفراق مروع حيث لو خيروه بين جنان * أو رجوع لها لقال : الرجوع الامر الذي يدل على تفانيه في العبادة ، وعشقه وتعلقه بالصلاة ، والمحافظة عليها ، والاهتمام بها مهما بلغ به الحال وكانت الظروف فلا يشغله شئ عن ذلك حتى لو اجتمعت عليه الإنس والجن [1] . مع أنه من كان في مثل موقفه الرهيب كيف يتسنى له أن يفرغ نفسه للعبادة ، وهو في ليلة حرب وقتال مع علمه بما يجري عليه وعلى أهل بيته ؟ وأي قلب يحمل مثل هذه الهموم يكون فارغا للعبادة ويتعلق بالخالق مع تراكم الاحداث الأليمة وتعرضه للاغتيال والتشريد ، مع أن العبادة تحتاج إلى فراغ القلب وعدم الانشغال وراحة البال لتصفو له المناجاة مع الخالق . ومع هذا كله نجد سيد شباب أهل الجنة ( عليه السلام ) وبما اعتراه من المصائب والآلام يتوجه للعبادة ويفرغ نفسه لها وكأنه لم يحدث شئ من ذلك ، وهذا غاية التفاني في الله تعالى والتعلق به والاخلاص إليه ! . ويذكرنا - صلوات الله عليه - بهذا أن الصلاة لا تترك بحال من الأحوال ، لأنها الصلة والرابطة بين الخالق تعالى والمخلوق فهي ربيع القلوب ، وشرف المؤمن ، وعمود الدين ، وروح العبادة ، وأول ما يسأل عنها العبد يوم القيامة ، وهذا بعض ما يستفاد من دروس ليلة الطف الخالدة .
[1] روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أفضل الناس من عشق العبادة فعانقها وأحبها بقلبه وباشرها بجسده وتفرغ لها فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا على عسر أم على يسر . سفينة البحار : ج 6 ، 271 .
134
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 134