responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لمحات نویسنده : الشيخ لطف الله الصافي الگلپايگاني    جلد : 1  صفحه : 293


" لا تزن " ، أو لا تشرب الخمر " ، ويريد القيام ، وترك الزنا ، وترك شرب الخمر بالإرادة الجدية ممن يعلم أنه لا ينبعث بهذا الامر ، ولا يأتمر به ، ولا ينزجر عن الزنا وشرب الخمر ، ولا ينتهي بنهيه عنهما ، حتى لو كان المولى من الموالي العرفيين ، ولم يعلم ذلك من العبد ، واحتمل في حقه تأثير أمره فيه وانبعاثه به وتحريكه نحو الفعل ، لا تتأتى منه الإرادة الجدية بمجرد ذلك الاحتمال ، بل إنما يأمر وينهي برجاء انبعاث عبده ، أو انتهائه .
والحاصل انه لا يعقل تعلق الإرادة الجدية والطلب الحقيقي بصدور فعل عمن يعلم المريد أنه لا يفعله . والامر أو النهي في هذه الصورة لا يكون إلا صوريا .
وما ذكرناه يستفاد من كثير من الآيات القرآنية الكريمة كقوله تعالى : " لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين " . 6 وقوله تعالى : " إنما تنذر من أتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة واجر كريم " . 7 وقوله تعالى جده : " رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما " . 8 وقوله سبحانه : " ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة " . 9 فإرادة قبول الانذار من المنذر ، والانذار بقصد أن ينذر المنذر لا يكون حقيقيا إلا إذا كان المنذر ممن اتبع الذكر ، وخشي الرحمان بالغيب ، ويؤثر فيه الانذار . أما من لم يؤثر ذلك ، ولا ينذر بالانذار ،


( 6 ) يس / 70 . ( 7 ) يس / 11 . ( 8 ) النساء / 165 . ( 9 ) الأنفال / 42 .

293

نام کتاب : لمحات نویسنده : الشيخ لطف الله الصافي الگلپايگاني    جلد : 1  صفحه : 293
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست