responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كفاية الطالب اللبيب في خصائص الحببيب ( الخصائص الكبرى ) نویسنده : جلال الدين السيوطي    جلد : 1  صفحه : 56


فقال الناس رديه يا حليمة على جده وأخرجي من أمانتك قالت فعزمت على ذلك فسمعت مناديا ينادي هنيئا لك يا بطحاء مكة اليوم اليوم يرد عليك النور والدين والبهاء والكمال فقد أمنت أن تخذلي أو تخزي أبد الآبدين قالت حليمة وحدثت عبد المطلب بحديثه كله فقال يا حليمة إن لابني هذا شأنا وددت أني أدرك ذلك الزمان وأخرج البيهقي عن الزهري أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان في حجر جده عبد المطلب فاسترضعته امرأة من بني سعد فنزلت به سوق عكاظ فرآه كاهن من الكهان فقال يا أهل عكاظ اقتلوا هذا الغلام فإن له ملكا فزاغت به أمه التي ترضعه فأنجاه الله ثم شب عندها حتى إذا سعى وأخته من الرضاعة تحضنه جاءت أخته فقالت يا أمتاه إني رأيت رهطا أخذوا أخي القرشي آنفا فشقوا بطنه فقامت أمه فزعة حتى أتته فإذا هو جالس منتقع لونه لا ترى عنده أحدا فارتحلت به حتى أقدمته على أمه فقالت لها اقبضي عني ابنك فإني قد خشيت عليه فقالت أمه لا والله ما بإبني مما تخافين لقد رأيته وهو في بطني أنه خرج معتمدا على يديه رافعا رأسه إلى السماء فافتصلت أمه وجده عبد المطلب ثم توفيت أمه فيتم في حجر جده فكان وهو غلام يأتي وسادة جده فيجلس عليها فيخرج جده وقد كبر فتقول الجارية التي تقود جده إنزل عن وسادة جدك فيقول عبد المطلب دعوا ابني فإنه يحس بخير فتوفي جده فكفله أبو طالب فلما ناهز الحلم ارتحل به أبو طالب تاجرا قبل الشام فلما نزل تيماء رآه حبر من اليهود فقال لأبي طالب ما هذا الغلام منك قال هو ابن أخي قال أشفيق أنت عليه قال نعم قال فوالله لئن قدمت الشام ليقتلنه اليهود إن هذا عدوهم فرجع به أبو طالب إلى مكة وأخرج أبو يعلى وأبو نعيم وابن عساكر عن شداد بن أوس أن رجلا من بني عامر سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حقيقة أمرك فقال بدؤ شأني أني دعوة إبراهيم وبشرى أخي عيسى وإني كنت بكر أمي وأنها حملت بي كأثقل ما تحمل النساء وجعلت تشتكي إلى صواحبها ثقل ما تجد ثم إن أمي رأت في منامها أن الذي في بطنها نور وقالت فجعلت أتبع بصري النور يسبق بصري حتى أضاءت لي مشارق الأرض ومغاربها ثم إنها ولدتني فنشأت فلما نشأت بغضت إلي أوثان قريش وبغض إلي الشعر فكنت مسترضعا في بني ليث بن بكر فبينما أنا ذات يوم منتبذ من أهلي في بطن واد مع أتراب لي من الصبيان إذا أنا برهط ثلاثة معهم طست من ذهب مليء ثلجا فأخذوني من بين أصحابي وانطلق الصبيان هرابا مسرعين إلى الحي فعمد أحدهم فأضجعني على الأرض إضجاعا لطيفا ثم شق ما بين مفرق صدري إلى منتهى عانتي وأنا أنظر إليه لم أجد لذلك مسا ثم أخرج أحشاء بطني ثم غسلها بذلك الثلج فأنعم غسلها ثم أعادها مكانها ثم قام الثاني فقال لصاحبه تنح ثم أدخل يده في جوفي فأخرج قلبي وأنا انظر إليه فصدعه ثم أخرج منه مضغة سوداء فرمى بها ثم قال بيده يمنة ويسرة كأنه يتناول شيئا فإذا انا بخاتم في يده من نور يحار الناظرين دونه فختم به قلبي فامتلأ نورا وذلك نور النبوة والحكمة ثم أعاده مكانه فوجدت برد ذلك الخاتم في قلبي دهرا ثم قال الثالث لصاحبه تنح فأمر يده بين مفرق صدري إلى منتهى عانتي فالتأم ذلك الشق بإذن الله تعالى ثم أخذ بيدي فأنهضني من مكاني إنهاضا لطيفا ثم قال للأول زنه بعشرة من أمته فوزنوني بهم فرجحتهم

56

نام کتاب : كفاية الطالب اللبيب في خصائص الحببيب ( الخصائص الكبرى ) نویسنده : جلال الدين السيوطي    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست