نام کتاب : كفاية الطالب اللبيب في خصائص الحببيب ( الخصائص الكبرى ) نویسنده : جلال الدين السيوطي جلد : 1 صفحه : 244
قال لو كان لأحد جبل ذهب فأنفقه ما أدرك مد أحدكم ولا نصيفه إلا أن هذا فصل ما بيننا وبين الناس « لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل » الآية وأخرج أبو نعيم عن الواقدي قال قال عمرو بن عبد نهم أتينا ثنية ذات الحنظل فوالله إن كانت لتهمني نفسي وحدي انها كانت مثل الشراك فاتسعت فكأنها فجاج لأحبة فلقد كان الناس تلك الليلة يسيرون مصطفين جميعا من سعتها فأضاءت تلك الليلة حتى كانا في قمر فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد غفر الله في هذه الليلة للركب أجمعين إلا رويكبا واحدا على جمل أحمر التفت عليه رجال القوم وليس منهم فطلب في العسكر فإذا هو من بني ضمرة من أهل سيف البحر فقيل له اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر لك قال لبعيري والله أهم من أن يستغفر لي صاحبكم وإذا هو قد أضل بعيرا فانطلق يطلب بعيره بعد ان استبرأ العسكر يطلبه فيهم فبينما هو في جبال سراوع إذ زلقت به نعله فتردى فمات فما علم به حتى أكلته السباع وأخرج البخاري عن البراء قال تعدون أنتم الفتح فتح مكة وقد كان فتح مكة فتحا ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم أربع عشرة مائة والحديبية بئر فنزحناها فلم نترك فيها قطرة فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتاها فجلس على شفيرها ثم دعا بإناء من ماء فتوضأ ثم تمضمض ودعا ثم صبه فيها فتركناها غير بعيد ثم إنها أصدرتنا ما شئنا نحن وركابنا وأخرجه البخاري من وجه آخر عن البراء وفيه كنا ألفا وأربعمائة أو أكثر وأخرجه احمد والطبراني وأبو نعيم وفيه فرفعت إليه الدلو فغمس يده فيها ما شاء الله أن يقول ثم صببت الدلو فيها فلقد رأيت آخرنا أخرج بثوب خشية الغرق ثم ساحت يعني جرت نهرا وأخرج مسلم عن سلمة بن الأكوع قال قدمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديبية ونحن أربع عشرة مائة وعليها خمسون شاة ما ترويها فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على جباها يعني الركي فإما دعا وإما بزق فيها فجاشت فسقينا واسقينا وأخرج البيهقي عن عروة نحوه وقال ففارت بالماء حتى جعلوا يغترفون بأيديهم منها وهم جلوس على شفتها وأخرج أبو نعيم عن ابن عباس انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم نزل الحديبية وكان ماؤها قد انقطع وذلك في حر شديد والقوم كثير فدعا بتور من ماء فتوضأ في الدلو ومضمض فاه وصبه في البئر ففاض الماء وهم جلوس على شفتها وهم يغترفون بآنيتهم وأخرج أبو نعيم عن الواقدي قال كان ناجية بن الأعجم يقول دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم حين شكي إليه قلة الماء فأخرج سهما من كنانته فدفعه إلي ودعا بدلو من ماء البئر فتوضأ ثم مضمض فاه ثم مج في الدلو ثم قال انزل بالدلو فصبها في البئر وانزح ماءها بالسهم ففعلت فوالذي بعثه بالحق ما كدت أخرج حتى يغمرني ففارت كما يفور القدر حتى طمت واستوى بشفيرها يغترفون من جانبيها حتى نهلوا من آخرهم وعلى الماء يومئذ نفر من المنافقين ينظرون إلى الماء والذي يجيش بالرواء فقال أوس بن خولي لعبد الله بن أبي ويحك يا أبا الحباب
244
نام کتاب : كفاية الطالب اللبيب في خصائص الحببيب ( الخصائص الكبرى ) نویسنده : جلال الدين السيوطي جلد : 1 صفحه : 244