نام کتاب : كفاية الطالب اللبيب في خصائص الحببيب ( الخصائص الكبرى ) نویسنده : جلال الدين السيوطي جلد : 1 صفحه : 18
والأنبياء حتى خلصوا إلى عيسى بن مريم قالوا بعثه الله وولد بغير ذكر بعثه الله رسولا وسخر له ما كان يفعل من إحياء الموتى وخلق الطير وابراء الأعمى والأكمه والأبرص فكفر به قوم وتبعه قوم ثم قالوا يا غلام إن لك ربا وإن لك معادا وإن بين يديك جنة ونارا إليها تصير وإن هؤلاء القوم الذين يعبدون النيران أهل كفر وضلالة لا يرضى الله بما يصنعون وليسوا على دين ثم انصرفنا ثم غدونا إليهم فقالوا مثل ذلك وأحسن فلزمتهم فقالوا لي يا سلمان إنك غلام وإنك لا تستطيع أن تصنع ما نصنع فصل ونم وكل واشرب ثم اطلع عليهم الملك فأمرهم بالخروج من بلاده فقلت ما أنا بمفارقكم فخرجت معه حتى قدمنا الموصل فلما دخلوا حفوا بهم ثم أتاهم رجل من كهف فسلم وجلس فحفوا به وعظموه فقال لهم أين كنتم فأخبروه قال ما هذا الغلام معكم فأثنوا علي خيرا وأخبروه باتباعي إياهم ولم أر مثل أعظامهم إياه فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر من أرسل الله من رسله وأنبيائه وما لقوا وما صنع بهم حتى ذكر عيسى بن مريم ثم وعظهم وقال اتقوا الله والزموا ما جاء به عيسى ولا تخالفوه فيخالف بكم ثم أراد أن يقوم فقلت ما انا بمفارقك قال يا غلام إنّك لا تستطيع أن تكون معي إني لا اخرج من كهفي هذا إلا كل يوم أحد قلت ما انا بمفارقك فتبعته حتى دخل الكهف فما رأيته نائما ولا طاعما إلا راكعا وساجدا إلى الأحد الآخر فلما أصبحنا خرجنا واجتمعوا إليه فتكلم نحو المرة الأولى ثم رجع إلى كهفه ورجعت معه فلبثت ما شاء الله يخرج في كل يوم أحد ويخرجون إليه ويعظهم ويوصيهم فخرج في أحد فقال مثل ما كان يقول ثم قال يا هؤلاء إني قد كبر سني ودق عظمي واقترب أجلي وإني لا عهد لي بهذا البيت منذ كذا وكذا ولا بد لي من اتيانه فقلت ما أنا بمفارقك فخرج وخرجت معه حتى انتهينا إلى بيت المقدس فدخل وجعل يصلي وكان فيما يقول لي يا سلمان إن الله سوف يبعث رسولا اسمه احمد يخرج بتهامة علامته انه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم النبوة وهذا زمانه الذي يخرج فيه قد تقارب فأما انا فإني شيخ كبير لا احسبني أدركه فان أدركته أنت فصدقه واتبعه قلت وإن أمرني بترك دينك وما أنت عليه قال وإن أمرك ثم خرج من بيت المقدس وعلى بابه مقعد فقال ناولني يدك فناوله فقال قم بسم الله فقام كأنما نشط من عقال فخلى عن يده فانطلق ذاهبا وكان لا يلوي على أحد فقال لي المقعد يا غلام احمل علي ثيابي حتى انطلق فحملت عليه ثيابه وانطلق الراهب لا يلوي فخرجت في أثره اطلبه وكلما سألت عنه قالوا أمامك حتى لقيني ركب من كلب فسألتهم فلما سمعوا لغتي أناخ رجل منهم بعيره فحملني فجعلني خلفه حتى أتوا بي بلادهم فباعوني فاشترتني امرأة من الأنصار فجعلتني في حائط لها وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرت به فأخذت شيئا من تمر حائطي ثم أتيته فوجدت عنده أناسا فوضعته بين يديه فقال ما هذا قلت صدقة قال للقوم كلوا ولم يأكل هو ثم لبثت ما شاء الله ثم أخذت مثل ذلك ثم أتيته فوجدت عنده أناسا فوضعته بين يديه فقال ما هذا قلت هدية قال بسم الله فأكل وأكل القوم فقلت في نفسي هذه من آياته فدرت خلفه ففطن بين فأرخى ثوبه فإذا الخاتم في ناحية كتفه الأيسر فتبينته ثم درت حتى جلست بين يديه فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله
18
نام کتاب : كفاية الطالب اللبيب في خصائص الحببيب ( الخصائص الكبرى ) نویسنده : جلال الدين السيوطي جلد : 1 صفحه : 18