responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : علي بن أبي الفتح الإربلي    جلد : 1  صفحه : 227


( ثم كانت غزوة تبوك ) فأمر الله رسوله بالخروج إليها بنفسه وان يستنفر الناس للخروج إليها وأخبره أنه لا يحتاج فيها إلى حرب ، ولا يمنى فيها بقتال عدو ، وان الأمور تنقاد له بغير سيف ، ويعبده بامتحان أصحابه بالخروج معه ، واختبارهم ليتميزوا بذلك وكان الحر قويا وقد أينعت ثمارهم فأبطأ أكثرهم عن طاعته رغبة في العاجل ، وحرصا على المعيشة وإصلاحها ، وخوفا من القيظ وبعد المسافة ولقاء العدو ونهض بعضهم على استثقال النهوض ، وتخلف آخرون ، واستخلف علي عليه السلام في أهله وولده وأزواجه ومهاجريه ، وقال : يا علي إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك لأنه خاف عليها في غيبته ممن عساه يطمع فيها من مفسدي العرب ، فاستظهر لها باستخلافه فيها ، وان المنافقين لما علموا باستخلافه عليا حسدوه وعظم عليهم مقامه بعد رسول الله ، وعلموا انه لم يغب إذا حضرها ، وأنه لا مطمع للعدو فيها بوجوده ، وغبطوه على الرفاهية والدعة ، وتكلف من خرج منهم المشاق ، فأرجفوا أنه لم يخلفه إكراما له ولا إجلالا ، وإنما خلفه استثقالا لمكانه ورغبة في بعده ، فبهتوه بهذا الارجاف كما قيل عن النبي صلى الله عليه وآله انه ساحر وانه شاعر وإنما يعلمه بشر ، وهم يعلمون أنهم يكذبون عليه ، وانه على خلاف ما يقولون ، فإنه كان أحب الناس إليه وأقربهم من قلبه .
فلما سمع عليه السلام أراد إظهار كذبهم وفضيحتهم ، فلحق بالنبي صلى الله عليه وآله وقال : يا رسول الله إن المنافقين زعموا أنك إنما خلفتني استثقالا ومقتا ، فقال : ارجع يا أخي إلى مكانك فان المدينة لا تصلح إلا بي أو بك ، فأنت خليفتي في أهلي ودار هجرتي وقومي ، أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون

227

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : علي بن أبي الفتح الإربلي    جلد : 1  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست