نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 303
فقامت بنو هاشم وسلوا سيوفهم في وجه العباس ، وقالوا : نحن على ما أنت عليه . وفي خيمة أخرى اجتمع الأصحاب فقال لهم حبيب بن مظاهر : يا أصحابي لم جئتم إلى هذا المكان ، أوضحوا كلامكم رحمكم الله ؟ ، فقالوا بلسان واحد : أتينا لننصر غريب فاطمة ! ! فقال لهم : لم طلقتم حلائلكم ؟ فقالوا لذلك ، قال حبيب : فإذا كان الصباح فما أنتم قائلون ؟ فقالوا : الرأي رأيك ، ولا نتعدى قولا لك . قال حبيب : فإذا صار الصباح فأول من يبرز إلى القتال أنتم ، نحن نقدمهم القتال ، ولا نرى هاشميا مضرجا بدمه ، وفينا عرق يضرب لئلا يقول الناس : قدموا ساداتهم للقتال ، وبخلوا عليهم بأنفسهم ، فهزوا سيوفهم على وجهه وقالوا : نحن على ما أنت عليه ، قالت الرواية زينب عليها السلام ، " فلقيت الحسين بعد ذلك فسكنت نفسي وتبسمت في وجهه فقال : " أخيه " قلت لبيك يا أخي ، فقال : يا أختاه منذ رحلنا من المدينة ما رأيتك مبتسمة ، أخبريني ما سبب تبسمك ؟ قالت : فقلت له : رأيت من فعل بني هاشم والأصحاب كذا وكذا . . . فقال الإمام : يا أختاه اعلمي أن هؤلاء أصحابي من عالم الذر ، وبهم وعدني رسول الله ، هل تحبين أن تنظري إلى ثبات أقدامهم قالت نعم ، قال : عليك بظهر الخيمة ، ثم ناداهم وعرض عليهم أن ينصرفوا في سواد الليل ، فأبوا " [1] . دعاء الإمام الحسين : عندما رأى الإمام الحسين جمع جيش الخلافة كأنه السيل ، ورأى الخيل تتأهب للانطلاق نحوه ، رفع الإمام يديه وقال : " اللهم أنت ثقتي في كل كرب وأنت رجائي في كل شدة ، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة ، كم من هم يضعف فيه الفؤاد ، وتقل فيه الحيلة ، ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو ، أنزلته بك ، وشكوته إليك ، رغبة مني إليك عمن سواك ، ففرجته عني وكشفته ، فأنت ولي كل نعمة ، وصاحب كل حسنة ، ومنتهى كل رغبة " [2] .
[1] راجع الموسوعة ص 408 - 410 . [2] الإرشاد للمفيد ص 233 ، وتاريخ الطبري ج 3 ص 318 ، وتاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام الحسين ص 214 ، والكامل لابن الأثير ج 2 ص 561 ، وبحار الأنوار ج 45 ص 4 ، والعوالم ج 17 ص 248 ، ووقعة الطف ص 205 ، والموسوعة 414 .
303
نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 303