نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 285
أما إنه لا تلبثون بعدها إلا كريث ما يركب الفرس ، حتى تدور بكم دور الرحى ، عهد عهده إلي أبي عن جدي ، فأجمعوا أمركم وشركاءكم فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون ، إني توكلت على الله ربي وربكم ، ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ، اللهم احبس عنهم قطر السماء ، وابعث عليهم سنين كسني يوسف ، وسلط عليهم غلام ثقيف ، يسقيهم كأسا مصبرة ، فلا يدع فيهم أحدا ، قتلة بقتلة ، وضربة بضربة ينتقم لي ولأوليائي ولأهل بيتي وأشياعي منهم ، فإنهم غرونا وكذبونا وخذلونا ، وأنت ربنا عليك توكلنا ، وإليك أنبنا وإليك المصير " ثم قال : " أين عمر بن سعد ؟ ادعوا لي عمر " ، فدعي له ، وكان كارها لا يحب أن يأتيه ، فقال : " يا عمر ، أنت تقتلني تزعم أن يوليك الدعي ابن الدعي بلاد الري وجرجان ، والله لا تتهنأ بذلك أبدا ، عهدا معهودا ، فاصنع ما أنت صانع ، فإنك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة ، ولكأني برأسك على قصبة قد نصب بالكوفة ، يتراماه الصبيان ، ويتخذونه غرضا بينهم " [1] . الإمام يقيم الحجة على جيش الخليفة وقيادته : بعث عمر بن سعد بن أبي وقاص قرة بين قيس الحنظلي فقال له : ويحك يا قرة الق حسينا فسله ما جاء به ؟ وماذا يريد ، وجاء قرة وأبلغه رسالة عمر بن سعد إليه فقال الحسين : " كتب إلي أهل مصركم أن أقدم ، فأما إذ كرهوني فأنا أنصرف عنهم " [2] . وروى الخوارزمي أن الإمام قال : " يا هذا أبلغ صاحبك عني أني لم أرد هذا البلد ، ولكن كتب إلي أهل مصركم هذا أن آتيهم فيبايعونني ، ويمنعونني ، وينصروني ولا يخذلوني ، فإن كرهوني انصرفت عنهم من حيث جئت " [3] .
[1] راجع مقتل الإمام الحسين للخوارزمي ج 2 ص 6 ، وتاريخ ابن عساكر ، ترجمة الإمام الحسين ص 216 ، وبحار الأنوار ج 45 ص 8 والعوالم ج 17 ص 251 والموسوعة ص 422 - 424 . [2] راجع تاريخ الطبري ج 3 ص 310 والإرشاد ص 227 ، والفتوح ج 5 ص 97 والكامل لابن الأثير ج 2 ص 556 ، وبحار الأنوار ج 44 ص 384 ، والعوالم ج 17 ص 235 وأعيان الشيعة ج 1 ص 599 ، ووقعة الطف ص 184 والموسوعة ص 383 . [3] راجع مقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 241 .
285
نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 285