responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 284


ومن عصاني كان من المهلكين ، وكلكم عاص لأمري غير مستمع لقولي ، قد انخزلت أعطياتكم من الحرام ، وملئت بطونكم من الحرام ، فطبع على قلوبكم ، ويلكم ألا تنصتون ؟ ألا تسمعون ؟ فتلاوم أصحاب عمر بن سعد وقالوا : انصتوا له ، ربما تصوروا أن الإمام سيعلن استسلامه .
فقال الإمام الحسين : تبا لكم أيتها الجماعة وترحا ، أفحين استصرختمونا ولهين متحيرين ، فأصرخناكم مؤدين مستعدين ، سللتم علينا سيفا في رقابنا ، وحششتم علينا نار الفتنة التي جناها عدوكم وعدونا ، فأصبحتم إلبا على أوليائكم ، ويدا عليهم لأعدائكم ، بغير عدل أفشوه بكم ، ولا أمل أصبح لكم فيهم ، إلا الحرام من الدنيا أنالوكم وخسيس عيش طمعتم فيه ، من غير حدث كان منا ، ولا رأي تفيل لنا . فهلا لكم الويلات إذ كرهتمونا وتركتمونا ، تجهزتموها والسيف لم يشهر ، والجأش طامن ، والرأي لم يستحصف ، ولكن أسرعتم علينا كطيرة الدبا ، وتداعيتم إليها كتداعي الفراش ، فقبحا لكم فإنما أنتم من طواغيت الأمة ، وشذاذ الأحزاب ، ونبذة الكتاب ، ونفثة الشيطان ، وعصبة الآثام ، ومحرفي الكتاب ، ومطفئ السنن ، وقتلة أولاد الأنبياء ومبيري عترة الأوصياء ، وملحقي العهار بالنسب ، ومؤذي المؤمنين ، وصراخ أئمة المستهزئين ، الذين جعلوا القرآن عضين ، وأنتم ابن حرب وأشياعه تعتمدون ، وإيانا تخذلون ، أجل والله ، الخذل فيكم معروف ، وشجت عليكم عروقكم ، وتوارثته أصولكم وفروعكم ونبتت عليه قلوبكم ، وغشيت صدوركم ، فكنتم أخبث شئ سنخا للناصب ، وأكله للغاصب ، ألا لعنة الله على الناكثين ، الذين نقضوا الأيمان بعد توكيدها ، وقد جعلتم الله عليكم كفيلا فأنتم والله هم . ألا إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين القلة والذلة ، وهيهات ما آخذ الدنية ، أبى الله ذلك ورسوله ، وجدود طابت .
وحجور طهرت ، وأنوف حمية ، ونفوس أبية لا تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام . ألا قد أعذرت وأنذرت ، ألا إني زاحف بهذه الأسرة على قلة العتاد ، وخذلة الأصحاب ، ثم أنشد يقول :
فإن نهزم فهزامون قدما * وإن نهزم فغير مهزمينا وما أن طبنا جبن ولكن * منايانا ودولة آخرينا

284

نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست