نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 247
السادسة عشر : ذو حسم ، وطليعة جيش بني أمية لما وصل الإمام الحسين إلى ذي حسم [1] وأمر بأبنيته فضربت خيمة ، وجاء القوم وهم قرابة ألف فارس بقيادة الحر بن يزيد التميمي حتى وقف وخيله مقابل الحسين في حر الظهيرة ، فقال الإمام الحسين لفتيانه : اسقوا القوم ، وأرووهم من الماء ورشفوا الخيل ترشيفا [2] ، وهكذا كان ، ثم سألهم الإمام الحسين قائلا : أيها القوم من أنتم : قالوا : نحن أصحاب الأمير عبيد الله بن زياد ، فقال الحسين : ومن قائدكم ، قالوا : الحر بن يزيد الرياحي ، فناداه الحسين : ويحك يا ابن يزيد ألنا أم علينا ؟ فقال الحر : بل عليك يا أبا عبد الله ، فقال الحسين : " لا حول ولا قوة إلا بالله " [3] . ويبدو أن مهمة طليعة هذا الجيش تنحصر في مراقبة تحركات الإمام والحيلولة بينه وبين الوصول إلى الكوفة ، أو بينه وبين الرجوع إلى المدينة . نهاية المرحلة الأولى من رحلة الشهادة : عندما التقت طليعة الجيش الأموي مع الإمام وصحبه في شراف وبالتحديد بمنطقة جبل ذي حسم انتهت المرحلة المرحلة الأولى من رحلة الشهادة وبدأت المرحلة الثانية من تلك الرحلة الخالدة . وخلال المحطات التي توقف بها الإمام ، أو مر منها ، كان الناس يتبعونه عند كل محطة ، تحت شعار التعاطف مع قضية الإمام العادل ، وتحت شعار نصرة ابن النبي وسلامة وإسلامية موقفه ، ويمكنك القول بكل ارتياح إن عددا كبيرا من الناس قد اتبع الإمام ، وسارت معه تلك الجموع حتى وصلت إلى زبالة ، وعندما توقف الإمام في زبالة وتيقن من قتل مسلم بن عقيل ، وهاني بن عروة ، وعبد الله ابن يقطر ، أذاع الإمام هذا النبأ وأطلع الجموع التي التحقت به عند كل محطة على
[1] موضع في طريق مكة بينه وبين الهجانات ثلاث وثلاثون ميلا . [2] الأخبار الطوال ص 248 . [3] الفتوح لابن أعثم ج 5 ص 85 ، ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 230 ، واللهوف ص 33 وأعيان الشيعة ج 1 ص 598 .
247
نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 247