نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 216
الحسين موقنا أنه وأهل بيته وأصحابه غرباء تماما ، يسيرون في مملكة بني أمية بلا ناصر ، ولا معين ، بين قوم قلوبهم غلف ، لا يعون ولا يرحمون وقد أثبتت الوقائع بالفعل في ما بعد أن فرعون مصر وجنوده كانوا بمنتهى الرحمة والخلق إذا ما قيست أفعالهم بأفعال جيش الأمويين ، فعندما غادر الإمام المدينة المنورة تلا قوله تعالى : * ( فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين ) * [ القصص / 21 ] [1] وهو عين ما قاله موسى عندما فر من فرعون مصر وجنوده . والإمام الحسين الذي اختاره الله إماما ، وأعده وأهله ، لا يلقي الكلام على عواهنه ، إنما يبرز بكلامه ومقارناته أدق المخفيات بصيغة يفهمها المكلفون فهما كاملا ، لتقوم الحجة عليهم وفق موازين الحق ومعاييره ، ولما وصل الإمام الحسين إلى مكة ، تلا قوله تعالى : * ( ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ) * [ القصص / 22 ] [2] وهو عين ما قاله موسى عندما ابتعد نسبيا عن الخطر وعندما أشرف على مدين ! ! فالتمثل بقول موسى في مكانين مختلفين ، وفي فترتين زمنيتين متباعدتين يعكس بوضوح وحدة المحنة بين النبي موسى ( ع ) والإمام الحسين ، ووحدة الجو النفسي بينهما ، والتشابه بالحالتين ، والتطابق في طبيعة الخصمين ، ووحدة المعاناة ، وإبرازا لهذا فإن الإمام الحسين يستعين بإعجاز القرآن ليضع الأمة معه في موقفه وطبيعة معاناته ، وليستصرخ لا شعورها لنصرته . الخارطة الجغرافية والإعلامية لرحلة الشهادة : من المدينة إلى مكة قبل أن يخرج الإمام الحسين من المدينة إلى مكة بادئا رحلة الشهادة كتب الرسالة التي وجهها إلى بني هاشم ، والتي تحدثت عن أمور غيبية لم تحدث بيقين
[1] راجع تاريخ الطبري ج 3 ص 272 والكامل لابن الأثير ج 2 ص 531 والإرشاد ص 202 ووقعة الطف ص 85 والعوالم ج 17 ص 181 ، وينابيع المودة ص 402 وأعيان الشيعة ج 1 ص 588 والموسوعة ص 299 . . [2] راجع الإرشاد للمفيد 202 ، بحار الأنوار ج 44 ص 332 والعوالم ج 17 ص 181 والكامل لابن الأثير ج 2 ص 531 وتاريخ الطبري ج 3 ص 272 والفتوح ج 5 ص 25 ، وأعيان الشيعة ج 1 ص 588 ووقعة الطف ص 586 والموسوعة ص 305 .
216
نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 216