نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 151
القوم الظالمين " ، فقال له الإمام الحسين : " أبا عبد الرحمن أنا أبايع يزيد ، وأدخل في صلحه وقد قال النبي فيه وفي أبيه ما قال " ؟ وبعد حوار بين الإمام الحسين وابن عباس وابن عمر ، قال الإمام الحسين لابن عمر : أسألك بالله أنا عندك على خطأ من أمري هذا ؟ فإن كنت عندي على خطأ فردني ، فإني أخضع واسمع وأطيع ، فقال ابن عمر : اللهم لا ولم يكن الله تعالى يجعل ابن بنت رسوله على خطأ وليس مثلك من طهارته وصفوته من الرسول على مثل يزيد بن معاوية ، لعنه الله باسم الخلافة ، ولكني أخشى أن يضرب وجهك هذا الحسن الجميل بالسيوف وترى من هذه الأمة ما لا تحب ، فارجع معنا إلى المدينة ، وإن لم تحب أن تبايع فلا تبايع أبدا [1] . فقال الحسين : " هيهات يا ابن عمر ، إن القوم لا يتركوني وإن أصابوني ، وإن لم يصيبوني فلا يزالون حتى أبايع وأنا كاره أو يقتلونني . . . اتق الله يا أبا عبد الرحمن ولا تدع نصرتي . . . " [2] . والخلاصة أنه كان على الحسين أن يتخذ قراره وأن يختار أحد خيارين لا ثالث لهما : فإما أن يبايع ليزيد بن معاوية ليكون " خليفة لرسول الله ، وأميرا للمؤمنين ومرجعا لهم ، وإما أن يمتنع عن البيعة فيقتل في النهاية " ، لقد اتخذ الإمام الحسين قراره النهائي بالامتناع عن بيعة يزيد ، وأعلن هذا القرار بكل وسائل الإعلان المعروفة في زمانه وهذا القرار لم يكن اعتباطيا ، إنما بني على قناعات دينية يقينية ، وحقائق تاريخية وعقلية وفطرية معلومة بالضرورة وقد أشرنا إليها في هذا البيان . الحسين ومغادرة المدينة المنورة : إن الإمام الحسين يمثل قمة الوعي الديني والسياسي فهو إمام ، ومصطلح الإمام شرعا يعني : : الأفهم والأقرب إلى الله وأفضل الموجودين ، فالإمام
[1] راجع كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي ج 5 ص 26 ، ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 19 ومثير الأحزان 41 . [2] راجع كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي ج 5 ص 26 ، ومقتل الخوارزمي ج 1 ص 19 ومثير الأحزان ص 41 والموسوعة ص 307 - 309 .
151
نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 151