responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 150


معاوية صاغرا ، فإنكم آل أبي تراب قد ملئتم كلاما ، وأشربتم بغض آل بني سفيان ، فقال له الحسين : ويلك يا مروان فإنك رجس ، وإنا أهل بيت الطهارة الذين أنزل الله على نبيه محمد * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * [ الأحزاب / 33 ] فنكس مروان رأسه لا ينطق بشئ فقال له الحسين : أبشر يا ابن الزرقاء بكل ما تكره من رسول الله ، يوم تقدم على ربك فيسألك جدي عن حقي وحق يزيد ، فمضى مروان مغضبا حتى دخل على الوليد بن عتبة ، فأخبره بما سمعه من الحسين بن علي [1] والتحق الحسين بقبر جده يبكي تماما كما فعل أبوه علي بن أبي طالب عندما هددته زعامة بطون قريش بالقتل إن لم يبايع ، فالتحق بقبر النبي يبكي ويتلو الآية الكريمة : * ( ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ) * [2] وبكى الإمام الحسين أمام قبر جده بكاء مرا ، ونام بعد ذلك ، فرأى جده في المنام يضمه إلى صدره ويقبله ويقول له : " يا بني يا حسين كأنك عن قريب أراك مقتولا مذبوحا بأرض كرب وبلاء ، من عصابة من أمتي ، وأنت في ذلك عطشان لا تسقى ، وظمآن لا تروى ، وهم في ذلك يرجون شفاعتي يوم القيامة ، فما لهم عند الله من خلاق ، حبيبي يا حسين إن أباك وأمك وأخاك قد قدموا علي ، وهم إليك مشتاقون ، وإن لك في الجنة درجات لن تنالها إلا بالشهادة . . . " [3] وانتبه الإمام الحسين من نومه وودع قبر جده وقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، لقد خرجت من جوارك كرها ، وفرق بيني وبينك ، حيث إني لم أبايع ليزيد بن معاوية شارب الخمور ، وراكب الفجور وها أنا خارج من جوارك على الكراهية ، فعليك مني السلام " [4] .
وقال له عبد الله بن عمر بن الخطاب : " وأنا أشير عليك أن تدخل في صلح ما دخل فيه الناس ، واصبر كما صبرت لمعاوية ، فلعل الله أن يحكم بينك وبين



[1] راجع كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي ج 5 ص 18 ، ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 185 .
[2] راجع الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج 1 ص 13 .
[3] راجع كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي ج 5 ص 20 ، ومقتل الخوارزمي ج 1 ص 186 وبحار الأنوار ج 44 ص 328 ، والعوالم ج 17 ص 177 والموسوعة ص 287 .
[4] راجع المنتخب للطريحي ص 410 ، وناسخ التواريخ ج 2 ص 14 وينابيع المودة ص 401 والموسوعة ص 289 .

150

نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست