نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 145
من هذه الأمة " [1] يحقق لمعاوية وابنه يزيد والبيت الأموي مطلبين معا : أولهما : يصفي لهم وجه الخلافة وثانيهما : يشفي ما في صدورهم من غل وحقد على آل محمد ! ! . ويؤكد هذا أنه لما وضع رأس الإمام الحسين بين يدي يزيد بن معاوية ، شعر أنه قد ثأر لشيوخه الذين قتلوا في بدر ! ! ! لذلك تمثل بأبيات من قصيدة ابن الزبعري " ليت أشياخي ببدر شهدوا . . . " [2] الشعور نفسه الذي راود والده معاوية عندما سمع بموت الحسن [3] . كان الإمام الحسن آمنا مطمئنا ، يوم جاءته رسل الموت التي أرسلها معاوية لسمه وقتله ! ! وكان الإمام الحسين آمنا مطمئنا يوم أبلغه والي يزيد بن معاوية على المدينة بكتاب يزيد الذي يطلب منه فيه أخذ البيعة من الإمام الحسين ، ويأمره بضرب عنقه إن أبى [4] فيزيد بن معاوية يضع الإمام الحسين أمام خيارات محدودة وصعبة ، ومرة ، أحلاها أمر من العلقم ، كان الإمام الحسين على يقين بأن يزيد بن معاوية يخطط لقتله عاجلا أم آجلا ، بايع أو لم يبايع ، ولكن يزيد يريد أن يستفيد من الحسين ما أمكن قبل الإقدام على قتله تماما كما فعل أبوه مع الإمام الحسن ، فمعاوية ويزيد والبيت الأموي خاصة والأكثرية الساحقة من أبناء بطون قريش ال 23 ، لا يدعون لأحد من أهل بيت النبوة ( إلا ولا ذمة ) لأن الحقد أتلف أي مظهر من مظاهر الإنسانية لديهم ، لقد نزع الله الرحمة من قلوبهم ! !
[1] راجع صحيح ابن ماجة ج 3 ص 167 ومسند أحمد ج 3 ص 62 و 82 وصحيح الترمذي ج 2 ص 306 وما بعد . [2] راجع كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي ج 5 ص 241 ، ومقتل الحسين للخوارزمي ج 2 ص 58 ، ومثير الأحزان ص 80 ، ومقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصفهاني ص 120 ، وتذكرة الخواص لابن الجوزي ص 148 ، والأمالي لأبي علي القالي ج 1 ص 142 . [3] قال ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ج 1 ص 144 : إن معاوية لما أتاه خبر موت الحسن أظهر فرحا وسرورا ، حتى سجد وسجد من كان معه ، وجاء في العقد الفريد لابن عبد ربه ج 2 ص 298 : لما بلغ معاوية موت الحسن خر ساجدا . . . [4] راجع كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي ج 5 ص 10 ، ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 180 - 185 ، ومثير الأحزان ص 14 - 15 واللهوف ص 9 - 10 .
145
نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 145