نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 103
وحفز الأكثرية على القتال دفاعا عنه ، مثلما كانت له القدرة ، على تصوير الحق بصورة الباطل المذموم وحفز الأكثرية على القتال بالسلاح الأبيض دفاعا عنه ، وارتكاب المجازر والمذابح قربانا إليه ، وكانت له القدرة الفائقة على تقديم المجرمين العتاة بصورة أولياء الأتقياء ، الأنقياء ، الذين يثخنون في الأرض لتوطيد حكم الله ، مثلما كانت له القدرة على تصوير أولياء الله الذين اختارهم الله ورسوله لقيادة الأمة وتوجيهها بصورة المجرمين الشاقين للطاعة والمفرقين للجمعة والجماعة ! ! مثلما كانت له القدرة على تصوير المخازي المخجلة بصورة المغازي ! ! . نماذج من إعلام دولة خلافة يزيد : تمت مذبحة كربلاء بالصورة المرعبة الرهيبة التي أمر بها الخليفة يزيد بن معاوية ونفذها جيشه بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص ، وتحت الإشراف المباشر لواليه على العراق عبيد الله بن زياد ، وساق الجيش " الإسلامي " بنات النبي وحريم آل محمد أسارى وحمل معه الغنائم التي سلبها من الشهداء ومن جملتها الملابس والأحذية التي نهبوها من الشهداء وهم أموات [1] ورفعوا فوق رؤوس رماحها رؤوس الشهداء التي قطعوها بعد قتلهم ، ودخلوا الكوفة دخول المنتصرين ونادى رسول ابن زياد : " الصلاة جامعة ، الصلاة جامعة " فاجتمع الناس في المسجد الأعظم ، وصعد ابن زياد المنبر وارتجل الكلمة التالية : " الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله ، ونصر أمير المؤمنين يزيد وحزبه وقتل الكذاب ابن الكذاب الحسين بن علي وشيعته " [2] فأنت ترى أن يزيد بن معاوية الذي لعنه رسول الله بالاسم والوصف ، ولعن أباه وجده بالاسم والوصف - كما وثقنا - صار بقدرة قادر يمثل الحق وأهله ، وبقدرة قادر صار ابن النبي ، وسبطه وريحانته وسيد شباب أهل الجنة وإمام الأمة بالنص الحسين بن علي صار كذابا ! ! وصار أبوه الإمام ، والولي
[1] راجع معالم المدرستين ج 3 ص 136 ( نقلها عن الطبري ) ، واللهوف ص 73 ، ومقتل الخوارزمي ج 2 ص 38 وص 103 ، والكامل لابن الأثير ج 4 ص 32 ، والمناقب ج 2 ص 224 . [2] راجع تاريخ ابن الأثير ج 1 ص 34 ، وروى ذلك الطبري عن حميد بن مسلم .
103
نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 103