responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 102


للاستيلاء على الخلافة من بعده ، وليعيدوا ترتيب الأوراق من جديد ، كان النبي على علم بما يجري ، ولما مرض أراد أن يوثق توجيهاته النهائية ويكتبها ليجنب الأمة الشر المستطير والعاصفة التي تنتظر موته ، وانتبه النفر الذي استخفته الأكثرية ، فداهموا بيت النبي وحالوا بينه وبين كتابة وتوثيق توجيهاته النهائية وقالوا له مواجهة : أنت تهجر ولا حاجة لنا بكتابك ولا بوصيتك لأن القرآن عندنا وهو يكفينا [1] ومات النبي الأعظم ، كسير الخاطر ، واستولت الأكثرية على السلطة ولكن بقيادة رمز من المحسوبين على رسول الله ، وعهد الأول للثاني ، وعهد الثاني للثالث وفي عهد الخليفة الثالث استولت الأكثرية على السلطة ، وصار الخليفة الثالث مجرد واجهة ، وقبض الذين كانوا بالأمس من أشد أعداء الله ورسوله على مقاليد الأمور ، ثم جاء معاوية ، وأنهى حكم الخليفة الرمز ، وأعلن وبكل صلف عودة الملك لمعدنه على حد تعبيره فصارت دولة الخلافة تماما بيد الأكثرية التي كانت بالأمس مشركة ، وصارت اليوم مسلمة ، وعادت القيادة لأبي سفيان وهو الرجل نفسه الذي قاد وأولاده جبهة الشرك طوال 23 سنة ، وهكذا استردت الأكثرية كامل مواقعها التي خسرتها أثناء حربها مع الرسول ومات معاوية وانتقلت القيادة لابنه يزيد تماما كما انتقلت القيادة لأبي سفيان من أبيه أمية ولكن بالمراسيم الإسلامية .
هذه النقلات التكتيكية والإيدلوجية المتتابعة ألهمت إعلام دولة الخلافة إلهاما لم يحظ به إعلام من قبل ، لقد أفرز إعلام دولة الخلافة من العجائب والغرائب ما لم يفرزه أي إعلام في التاريخ ، فإذا كان إعلام دول الكفر كانت له القدرة على تصوير الأسود بصورة الأبيض ! ! فقد كان لإعلام دولة الخلافة القدرة الكاملة على تصوير الأسود بصورة كل الألوان ! ! وإظهار الباطل بمظهر الحق ،



[1] راجع صحيح البخاري ج 1 ص 37 و ج 2 ص 16 و ج 4 ص 31 و ج 5 ص 75 و ج 7 ص 9 و ج 11 ص 95 ( بشرح النووي ) ، ومسند الإمام أحمد ج 1 ص 355 و ج 4 ص 356 ح 2992 ، وسر العالمين وكشف ما في الدارين لأبي حامد الغزالي ص 21 ، وتذكرة الخواص لابن الجوزي ص 62 ، وكتابنا نظرية عدالة الصحابة ص 287 وكتابنا المواجهة مع رسول الله وآله ص 306 لتجد عشرات المراجع وتحليلنا العلمي .

102

نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست