نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 94
وذلك أن نوحا عليه السلام لما يئس من صلاحهم وفلاحهم ، ورأى أنهم لا خير فيهم ، وتوصلوا إلى أذيته ومخالفته وتكذيبه بكل طريق ، من فعال ومقال ، دعا عليهم دعوة غضب [ الله عليهم [1] ] فلبى الله دعوته وأجاب طلبته قال الله تعالى : " ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون * ونجيناه وأهله من الكرب العظيم " . وقال تعالى : " ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم " . وقال تعالى " قال رب إن قوم كذبون * فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين " وقال تعالى : " فدعا ربه أنى مغلوب فانتصر " وقال تعالى : " قال رب انصرني بما كذبون " . وقال تعالى : " مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا * فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا * وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا * إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا " . فاجتمع عليهم خطاياهم من كفرهم وفجورهم ودعوة نبيهم عليهم . فعند ذلك أمره الله تعالى أن يصنع الفلك ، وهى السفينة العظيمة التي لم يكن لها نظير قبلها ولا يكون بعدها مثلها . وقدم الله تعالى إليه أنه إذا جاء أمره ، وحل بهم بأسه الذي لا يرد عن القوم المجرمين ، أنه لا يعاوده فيهم ولا يراجعه ; فإنه لعله قد تدركه رقة على قومه عند معاينة العذاب النازل بهم ، فإنه ليس الخبر كالمعاينة . ولهذا قال : " ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون .