نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 85
وقال تعالى في سورة التحريم : " ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين ، فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا ، وقيل ادخلا النار مع الداخلين [1] " . * * * وأما مضمون ما جرى له مع قومه مأخوذا من الكتاب والسنة والآثار ، فقد قدمنا عن ابن عباس : أنه كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الاسلام ، رواه البخاري . وذكرنا أن المراد بالقرن الجيل أو المدة على ما سلف . ثم بعد تلك القرون الصالحة حدثت أمور اقتضت أن آل الحال بأهل ذلك الزمان إلى عبادة الأصنام . وكان سبب ذلك ما رواه البخاري من حديث ابن جريح عن عطاء ، عن ابن عباس عند تفسير قوله تعالى : " وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا [2] " قال : هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح ، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا وسموها بأسمائهم ، ففعلوا فلم تعبد ، حتى إذا هلك أولئك وانتسخ [3] العلم عبدت . قال ابن عباس : وصارت هذه الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد .