نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 371
وروى ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق داود بن أبي هند ، عن مجاهد أنه قال : لما كبر اليسع قال : لو أنى استخلف رجلا على الناس يعمل عليهم في حياتي ، حتى أنظر كيف يعمل ؟ فجمع الناس فقال : من يتقبل منى [1] بثلاث أستخلفه : يصوم النهار ، ويقوم الليل ، ولا يغضب . قال : فقام رجل تزدريه العين ، فقال أنا . فقال : أنت تصوم النهار وتقوم الليل ولا تغضب ؟ قال نعم . قال : فرده ذلك اليوم ، وقال مثلها [ في ] [2] اليوم الآخر ، فسكت الناس ، وقام ذلك الرجل فقال أنا ، فاستخلفه . قال : فجعل إبليس يقول للشياطين : عليكم بفلان ، فأعياهم ذلك . فقال دعوني وإياه ، فأتاه في صورة شيخ كبير فقير ، وأتاه حين أخذ مضجعه للقائلة ، وكان لا ينام الليل والنهار إلا تلك النومة ، فدق الباب فقال : من هذا ؟ قال : شيخ كبير مظلوم . قال : فقام ففتح الباب فجعل يقص عليه ، فقال إن بيني وبين قومي خصومة ، وإنهم ظلموني وفعلوا بي وفعلوا ، وجعل يطول عليه حتى حضر الرواح وذهبت القائلة . فقال : إذا رحت فإنني آخذ لك بحقك . فانطلق وراح فكان في مجلسه ، فجعل ينظر هل يرى الشيخ فلم يره ، فقام يتبعه . فلما كان الغد جعل يقضى بين الناس وينتظره فلا يراه ، فلما رجع إلى القائلة فأخذ مضجعه أتاه فدق الباب ، فقال : من هذا ؟ فقال : الشيخ الكبير المظلوم . ففتح له فقال : ألم أقل لك إذا قعدت فأتني ؟